العقيدة في الله
العقيدة في الله
خپرندوی
دار النفائس للنشر والتوزيع
د ایډیشن شمېره
الثانية عشر
د چاپ کال
١٤١٩ هـ - ١٩٩٩ م
د خپرونکي ځای
الأردن
ژانرونه
١٧- هداية الخالق تعويض ما يفقده من أجزاء جسمه
ويتعرض الدكتور يوسف في مقالاته في جريدة الأهرام عما زود الله به مخلوقاته من خاصية تعويض الحيوان عما يفقده من أجزاء جسده فيقول: " ومن الصفات الأخرى المذهلة التي نجدها في جميع الحيوانات والنباتات القدرة على تعويض الأجزاء المفقودة، وتوجد بدرجات مختلفة في الكائنات الحية.
ففي حيوانات عديدة مثل ذلك الحيوان المسمى «الهيدرا» نجد شيئًا عجيبًا يكتفي العلم بوصفه، ولكنّه لا يستطيع له تفسيرًا، هذا الحيوان يعيش في الماء، وهو أنبوبي الشكل لا يزيد طوله عن بضعة مليمترات، ذو قاعدة مقفلة وفتحة أمامية تستخدم كفم لدخول الطعام، وفي الوقت نفسه تستعمل كفتحة «است» تخرج منها الفضلات. وحول تلك الفتحة نجد عددًا من الزوائد المجوفة، يتصل تجويفها بتجويف الجسم.
إذا قطعنا هذا الحيوان إلى نصفين، نصف علوي، ونصف سفلي، فإننا نجد أنّ بعض الخلايا في كل نصف تتكاثر بحث تستكمل الأجزاء الناقصة، فتكون النتيجة تكوين حيوانين يشبهان الحيوان الأصلي، ولا يقتصر الأمر على ذلك، إذ أننا لو قطعنا ذلك الحيوان، إلى عدة أجزاء فإنّ كل جزء ينمو ويعوض جميع الأجزاء المفقودة، ويصبح حيوانًا كامل التكوين.
ويتركب جدار الجسم لهذا الحيوان من طبقتين من الخلايا: طبقة خارجية وطبقة داخلية تحيط بالتجويف الداخلي للجسم، وفي كل طبقة من الطبقتين توجد أنواع مختلفة من الخلايا لكل نوع منها وظيفة محددة، ومعظم خلايا الطبقة الخارجية وظيفتها الأساسية حماية جسم الحيوان، أما الطبقة الداخلية فوظيفتها الرئيسة هضم الغذاء الذي يبتلعه الحيوان من خلال فتحة الفم.
ولو قلبنا ذلك الحيوان كما يقلب الجورب، فإنّ الخلايا التي كانت خارجية تصبح داخلية، أي تحيط بتجويف الجسم، بينما الخلايا التي كانت داخلية تصبح خارجية، فماذا يحدث في هذه الحالة؟ لقد وجد العلماء الذين أجروا هذه التجارب أن الخلايا التي أصبحت الآن خارجية تهاجر نحو الداخل، بينما الخلايا التي أصبحت داخلية تهاجر نحو الخارج لكي يعود
1 / 151