العقيدة في الله
العقيدة في الله
خپرندوی
دار النفائس للنشر والتوزيع
د ایډیشن شمېره
الثانية عشر
د چاپ کال
١٤١٩ هـ - ١٩٩٩ م
د خپرونکي ځای
الأردن
ژانرونه
والنظام البديع إلى خبط الظروف الطبيعية العشواء.
قال «جمال الدين الأفغاني» في كتابه «الردّ على الدهريين» بعد نقاش لهذه النظرية: وبعد ذلك فإني سائلهم كيف اطلع كلّ جزء من أجزاء المادة مع انفصالها على مقاصد سائر الأجزاء؟ وبأية آلة أفهم كلّ جزء منها بقية الأجزاء بما ينويه من مطلبه؟ وأي (برلمان أو سينات) - مجلس الشيوخ - عقدت لإبداع هذه المكونات العالمية التركيب البديعة التأليف؟ وأنّى لهذه الأجزاء أن تعلم - وهي في بيضة العصفور - ضرورة ظهورها في هيئة الطير يأكل الحبوب، فمن الواجب أن يكون له منقار وحوصلة لحاجته في حياته؟ .
إنّ هذا المبدأ الذي أطلقه (دارون) (البقاء للأصلح) قد دمّر الحياة البشرية، لأنّه أعطى المسوغ لكلّ ظالم فردًا كان أو حكومة، لأنّ الظالم وهو يمارس غصبه وظلمه وحربه ومكره لا يمارس رذائل خلقية، إنّما هو يمارس قانونًا من قوانين الفطرة كما زعم (دارون)، إنه يمارس قانون (البقاء للأصلح)، وذلك الزعم هو الذي أعطى حركة الاستعمار كلّ بشاعتها.
٢- أمّا الانتخاب الطبيعي الذي يكون به الميل في التناسل بين الأفراد القويّة مما سبب اندثار الأفراد الضعاف، وبقاء الأقوى، فليس ذلك دليلًا على حدوث تطور في النوع، بل يفهم منه بقاء النوع القوي من النوع نفسه واندثار النوع الضعيف.
أمَّا إذا قيل: إنَّ تطورًا يحدث على كائن ما فإنَّه يحدث فيه فتورًا جنسيًا؛ لأنّ الألفة بين الذكور والإناث تنقص بقدر التباعد والاختلاف بينهما في الشكل. ذلك ما يقوله (دوير زانسكي) أشهر المختصين بالجيولوجية النوعية عام ١٩٥٨م بعد قرن من (دارون)، فمن قوله في هذا: " المخالفة في الشكل تضعف الميل التناسلي منه، فالميل إلى التناسل يضعف بين الأشكال والأنواع المختلفة بقدر ذلك الاختلاف. وليس صحيحًا أنّ الصفات المحسنة في فرد من الأفراد تنقل بوساطة الوراثة.
فمثلًا هذا الحداد القويّ العضلات لا تنتقل قوة عضلاته إلى ذريته، كما أنّ العالم الغزيز العلم لا ينتقل علمه بالوراثة إلى أبنائه ".
1 / 88