الأخلاق الفاضلة قواعد ومنطلقات لاكتسابها
الأخلاق الفاضلة قواعد ومنطلقات لاكتسابها
خپرندوی
مطبعة سفير
ژانرونه
كثيرٌ!، وهو دون الأول.
الثالث: واضِعُ الكلام في موضعه، وهذا أعزُّ مِن الكبريت الأحمر! "١.
- مَن امتُحِن بالعُجْبِ، فَلْيُفكّرْ في عيوبه!.
فإنْ أُعجِبَ بفضائله، فَلْيُفَتّشْ ما فيه مِن الأخلاق الدنيئة!.
فإنْ خَفِيَتْ عليه عيوبه جُمْلةً حتى يَظنّ أنه لا عيبَ فيه، فَلْيَعْلم أن مصيبته إلى الأبد، وأنه أَتَمُّ الناس نقصًا، وأعظمهم عيوبًا، وأضعفُهم تمييزًا!.
وأوّلُ ذلك أنه ضعيف العقل، جاهلٌ. ولا عيب أشدّ من هذين؛ لأنّ العاقلَ هو مَن ميّزَ عيوب نفسه؛ فغالَبها وسعى في قمْعها.
والأحمق هو الذي يَجهل عيوب نفسه: إما لقلة علمه وتمييزه، وضعْفِ فكْرته. وإما لأنه يُقدِّرُ أن عيوبه خصالٌ٢ وهذا أشدُّ عيبٍ في الأرض؛ وفي الناس كثير يَفْخرون بالزنا واللياطة والسرقة والظلم؛ فيُعْجَبُ بتأتّي هذه النحوس له، وبقوّته على هذه المخازي!! "٣.
- ... وبالجُمْلة، فكلَّما نَقَصَ العقلُ تَوَهّمَ صاحبه أنه أَوْفرُ الناس عقلًا ... ! "٤.
_________
١ "الأخلاق والسير ... " ٦١.
٢ خصالٌ أي مزايا حميدة، يُفْخَرُ بها!.
٣ "الأخلاق والسير ... " ٦٦.
٤ "الأخلاق والسير ... " ٧٧.
1 / 33