Al-Wasatiyah in the Light of the Holy Quran
الوسطية في ضوء القرآن الكريم
خپرندوی
الكتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية بدون بيانات
ژانرونه
وقال القرطبي في قوله - تعالى -: ﴿أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا﴾ (الأحقاف: من الآية ٢٠) . أي: تمتعتم بالطيبات في الدنيا واتبعتم الشهوات واللذات، يعني المعاصي.
وقيل: أي أفنيتم شبابكم في الكفر والمعاصي.
قال ابن بحر: الطيبات: الشباب والقوة، مأخوذ من قولهم: ذهب أطيباه، أي: شبابه وقوّته.
قال القرطبي: قلت: القول الأول أظهر، ثم ساق الأدلة على صحة هذا القول، وذلك بتفسير عمر ﵁ للآية وغيره من السلف (١) .
وقال القرطبي - أيضًا - في قوله - تعالى -: ﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ﴾ (مريم: من الآية ٥٩) عن علي، ﵁ هو من بني المشيد، وركب المنظور، ولبس المشهور.
قلت - أي القرطبي -: الشهوات عبارة عما يوافق الإنسان، يشتهيه ويلائمه ولا يتقيه، وفي الصحيح: «حفّت الجنّة بالمكاره، وحفّت النار بالشهوات» (٢) .
وما ذكر عن علي ﵁ جزء من هذا (٣) .
(١) - انظر: تفسير القرطبي (١٦ / ٢٠٠) .
(٢) - أخرجه مسلم (٤ / ٢١٧٤) رقم (٢٨٢٢) وهو عند البخاري أيضًا (٧ / ١٨٦) عن أبي هريرة ﵁ بلفظ «حُجبت النار بالشهوات وحُجبت الجنة بالمكاره» .
(٣) - انظر: تفسير القرطبي (١١ / ١٢٥) .
1 / 334