300

Al-Wasatiyah in the Light of the Holy Quran

الوسطية في ضوء القرآن الكريم

خپرندوی

الكتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية بدون بيانات

ژانرونه

وقال القاسمي في آية الكهف: "وكان له" أي: لصاحب الجنتين، "ثمر" أي أنواع من المال غير الجنتين، من "ثمر ماله" إذا كثر، ﴿فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ﴾ (الكهف: من الآية ٣٤) أي: يراجعه الكلام، تعبيرًا له بالفقر، وفخرًا عليه بالمال والجاه: ﴿أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا﴾ (الكهف: من الآية ٣٤) أي أنصارًا وحشمًا. ﴿وَدَخَلَ جَنَّتَهُ﴾ (الكهف: من الآية ٣٥) أي بصاحبه يطوف به فيها، ويفاخره بها (١) .
وقال ابن كثير في قوله - تعالى -: ﴿كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى﴾ ﴿أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى﴾ (العلق:٦،٧) يخبر - تعالى - عن الإنسان أنه ذو فرح، وأشر بطر، وطغيان، إذا رأى نفسه قد استغنى وكثر ماله، ثم تهدده وتوعده ووعظه، فقال: ﴿إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى﴾ (العلق:٨) (٢) .
وأختم أقوال المفسرين بما قاله سيد قطب في مطلع تفسيره لآيات سورة القصص، في قصة قارون، حيث قال: والآن تجيء قصة قارون لتعرض سلطان المال والعلم، وكيف ينتهي بالبوار مع البغي والبطر، والاستكبار على الخلق، وجحود نعمة الخالق.

(١) - انظر: تفسير القاسمي (١١ / ٤٠٥٨) .
(٢) - انظر: تفسير ابن كثير (٤ / ٥٢٨) .

1 / 300