Al-Wasatiyah in the Light of the Holy Quran
الوسطية في ضوء القرآن الكريم
خپرندوی
الكتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية بدون بيانات
ژانرونه
ولعلّ من المناسب أن أختم هذا المبحث بتعريف الحكمة كما عرفها العلماء.
قال إبراهيم النخعي: الحكمة: الفهم. وقال زيد بن أسلم: الحكمة: العقل. وقال مالك: وإنه ليقع في قلبي أن الحكمة هو الفقه في دين الله، وأمر يدخله الله في القلوب من رحمته وفضله (١) .
وقال عبد الرحمن بن سعدي: الحكمة: هي العلوم النّافعة، والمعارف الصّائبة، والعقول المسدّدة، والألباب الرّزينة، وإصابة الصّواب في الأقوال والأفعال.
ثم قال: وجميع الأمور لا تصلح إلا بالحكمة، التي هي: وضع الأشياء مواضعها، وتنزيل الأمور منازلها، والإقدام في محل الإقدام، والإحجام في موضع الإحجام (٢) .
وقال ابن عاشور: وفسّرت الحكمة بأنها معرفة حقائق الأشياء على ما هي عليه، بما تبلغه الطاقة، أي: بحيث لا تلتبس الحقائق المتشابهة بعضها مع بعض، ولا يغلط في العلل والأسباب (٣) .
وقال سيد قطب: الحكمة: القصد والاعتدال، وإدراك العلل والغايات، والبصيرة المستنيرة التي تهديه للصّالح الصائب من الحركات والأعمال (٤) .
وجماع الحكمة في قول ابن القيم: فعل ما ينبغي، على الوجه الذي ينبغي، في الوقت الذي ينبغي (٥) .
(١) - انظر: هذه الأقوال الثلاثة - في تفسير ابن كثير ١ / ٣٢٢. ورسالة الحكمة للمؤلف ص (١٧) . (٢) - انظر: تفسير ابن سعدي (١ / ٣٣٢) . (٣) - انظر: التحرير والتنوير (٣ / ٦١) . (٤) - انظر: في ظلال القرآن (١ / ٣١٢) . (٥) - انظر: مدارج السالكين (٢ / ٤٧٩)، وانظر: لكل ما سبق رسالة الحكمة للمؤلف ص (١٦) وما بعدها.
1 / 251