181

Al-Wasatiyah in the Light of the Holy Quran

الوسطية في ضوء القرآن الكريم

خپرندوی

الكتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية بدون بيانات

ژانرونه

قال الطبري: وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: إن الإصر: هو العهد، وأن معنى الكلام: ويضع النبي الأمّي العهد الذي كان الله أخذ على بني إسرائيل من إقامة التوراة، والعمل بما فيها من الأعمال الشّديدة، كقطع الجلد من البول، وتحريم الغنائم، ونحو ذلك من الأعمال التي كانت مفروضة عليهم، فنسخها حكم القرآن (١) . وفي آيتي البقرة والأعراف إشارة إلى أنه، ﵇، قد جاء بالتيسير والسّماحة والوسطيَّة. قال الجشمي: دلّت آية - الآية الأعراف - على أن شريعته أسهل الشّرائع، وأنه وضع عن أمته كل ثقل كان في الأمم الماضية (٢) . وجاء في فوائد أبي عمرو بن مندة بسند صحيح عن أبي بن كعب ﵁ قال: أقرأني النبي، ﷺ "إن الدّين عند الله الحنيفيَّة السّمحة لا اليهودية ولا النصرانية". قال العلائي: وهذا إنما نسخ لفظه وبقي معناه (٣) . ولبيان وسطيَّة الإسلام في التّكاليف في ضوء ما شرعه الله في كتابه، وعلى لسان رسوله، ﷺ أذكر نماذج من الأحكام التي جاءت في التوراة التي بين أيديهم، يتبيَّن منها الأغلال والآصار التي كانت عليهم (٤) . جاء في سفر الخروج في الإصحاح الحادي والعشرين:

(١) - انظر: تفسير الطبري (٩ / ٨٥) . (٢) - انظر: تفسير القاسمي (٧ / ٢٨٨٢) . (٣) - انظر قواعد العلائي لوحة (٢٧)، نقلا عن رفع الحرج في الشريعة ص (١٥٨) . (٤) - انظر لما سيأتي: رفع الحرج في الشريعة ص (١٥٨) .

1 / 181