139

Al-Wasatiyah in the Light of the Holy Quran

الوسطية في ضوء القرآن الكريم

خپرندوی

الكتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية بدون بيانات

ژانرونه

العدل والحكمة أمّا العدل فقد صحّ فيه الحديث عن رسول الله، ﷺ حيث فسَّر قوله- تعالى-: ﴿أُمَّةً وَسَطًا﴾ (البقرة: من الآية ١٤٣) بقوله: عدولا: وذلك في الحديث الذي رواه البخاري عن أبي سعيد الخدري، حيث قال، ﷺ «والوسط والعدل» (١) . وفي رواية الطبري: قال: «أمَّة وسطًا» عدولا (٢) . وقد بيّنت أنَّ الوسطيَّة بينيَّة، ومن ثمَّ لا بد من العدل في اختيار هذا الأمر الذي بين أمرين أو عدَّة أمور. قال القرطبي: والوسط: العدل، وأصل هذا أنَّ أحمد الأشياء أوسطها. ثم قال: قال علماؤنا: أنبأنا ربنا- ﵎ في كتابه بما أنعم علينا من تفضيله لنا باسم العدالة، وتولية خطير الشهادة على جميع خلقه، فجعلنا أولا مكانًا، وإن كنَّا آخرًا زمانًا، كما قال، ﵇: «نحن الآخرون الأولون» (٣) . وهذا دليل على أنَّه لا يشهد إلا العدول، ولا ينفذ قول الغير على الغير إلا أن يكون عدلا (٤) . وممّا يدلّ على أنَّ العدل من ملامح الوسطيَّة قول الطبري: وأمَّا التّأويل فإنَّه جاء بأنّ الوسط العدل، وذلك معنى الخيار، لأنَّ الخيار من النَّاس عدولهم (٥) . ثم ساق الأدلّة من السنَّة وأقوال السّلف في ذلك.

(١) - انظر: تفسير الطبري (٢ / ٧) . والحديث أخرجه الترمذي (٥ / ١٩٠) رقم (٢٩٦١) وأحمد (٣ / ٩) وعندهما «عدلا» بدل «عدولا» . (٢) - انظر: تفسير الطبري (٢ / ٦) . (٣) - أخرجه البخاري (١ / ٢١١) . ومسلم (٢ / ٥٨٥) رقم (٨٥٥) . (٤) - انظر: تفسير القرطبي (٢ / ١٥٥) . (٥) - انظر: تفسير الطبري (٢ / ٧) .

1 / 139