Al-Wajiz fi Fiqh al-Imam al-Shafi'i
الوجيز في فقه الإمام الشافعي
ایډیټر
علي معوض وعادل عبد الموجود
خپرندوی
شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
۱۴۱۸ ه.ق
د خپرونکي ځای
بيروت
ژانرونه
الرابع: في الغُسْل.
ولقيمة ((الوَسِيط)) ومكانَتِه في الفقْهِ الإسْلاميِّ اهتمَّ العلماءُ والفقهاءُ بهذا الكتاب، وقد صرَّح الإمام النَّوَويُّ في مقدِّمة ((المَجْمُوعِ)) بهذا الاهتمام؛ حيث يقول:
((ثم إنَّ أصحابنا المصنِّفين - رضي الله عنهم أجمعين وعن سائر علماء المسلمين - أكثروا التَّصانيفَ؛ كما قدَّمنا وتنوَّعوا فيها، وأَشْتَهَرَ منها لتدريسِ المدرِّسين، وبحثِ المُشْتَغِلين: ((المُهَذَّبُ))، و ((الوَسِيطُ))، وهما كتابان عظيمان، صنَّفْهما إمامانِ جليلانِ: أبو إسحاقَ إبراهيمُ بْنُ عَلَيٍّ بْنِ يُوسُفَ الشِّيرَازِيُّ، وأبو حامدٍ محمَّدُ بْنُ محمَّدِ بْنِ محمَّدٍ الغَزَّالِيُّ - رضي الله عنهما، وتقبّل ذلك وسائرَ أعمالِهِمَا منهما - وقد وفَّر الله الكريمُ دواعي العُلَمَاء من أصحابِنَا - رحمهم الله عَلَى الاشتغال بهذَيْن الكتابَيْن، وما ذاك إلا لجلالَتِهِمَا، وعِظَمِ فائدَتِهِمَا، وحسْن نيَّةٍ ذَيْنِكَ الإمامَيْن، وفي هذين الكتابَيْنِ دروسُ المدرِّسين، وبحْثُ المحصِّلين المحقّقين، وحفْظُ الطُّلَّبِ المعْتَنين فيما مضى، وفي هذه الأعْصَار في جميع النواحِي والأمْصَارِ، فإذا كانا كما وصفنا، وجلالَتُهُمَا عند العلماء كما ذكرنا، كان من أهمِّ الأمور العَنايَةُ بشرحِهِمَا؛ إذ فيهما أعظمُ الفوائِدِ، وأجذلُ العوائدِ؛ فإنَّ فيهما مواضعَ كثيرةً أنكرها أهلُ المعرفَةِ، وفيها كتبٌّ معروفةٌ مؤلَّفة؛ فمنها ما ليس عنه جوابٌ سديدٌ، ومنها ما جوابُهُ صحيحٌ موجودٌ عتيد؛ فيحتاجُ إلى الوقوف على ذلك مَنْ لمْ تحْضُرْهُ معرفتُهُ، ويفتقر إلَى العلْمِ به مَنْ لم تُحِطْ به خِبْرَتُهُ، وكذلك فيهما؛ من الأحاديثِ، واللُّغَاتِ، وأسْمَاءِ النَّقَلَةِ، والرواةِ، والاحترازاتِ، والمسائِلِ المُشْكِلاَت، والأصولِ المُفْتَقِرة إلى فروعٍ وتتماتٍ - ما لا بدَّ من تحقيقه وتبيينه بأوضَحِ العبارات.
فأما الوَسِيطُ، فقد جمعت في شرْحِهِ جملاً مفرَّقات، سأهذٌّ بها - إن شاء الله تعالَى - في كتابٍ مفردٍ - واضحاتٍ متممات ٠ ٠٠٠ ))
ونتيجةً لهذا الاهتمامِ المتَوَاصِل عكَفَ الفقهاءُ على شَرْحِ ((الوسِيطِ)) وتلخيصِهِ، فظهرتْ كثيرٌ من هذه الشروحِ والتلاخيصِ.
فقد شرَحَهُ تلميذُهُ محي الدين محمد بن يحيى النيسابوريُّ الخبوشاني، وسماه ((المحيط))، وتوفى سنة ٥٤٨ ثمان وأربعين وخمسمائة في سنَّةَ عَشَر مجدداً ووقفه بالمدرسة الصَّلاحيَّة في جوار الشَّافِعِيِّ.
وشرحه الشيخ نجم الدين أحمدُ بْنُ محمَّدٍ المعروفُ بأَبْنِ الرِّفْعَةِ المتوفى سنة ٧١٠ عشر وسبعمائة في سِتِّينَ مُجَلَّداً، سماه ((المطلب))، ولم يكمله.
وشرحه نجمُ الدين أبو العباس أحمدُ بْنُ محمَّدٍ القمليُّ المتوفّى سنة ٧٧٧ سبع وسبعين وسبعمائة في مجلَّداتٍ سماه ((البحر المحيط))، ثم لخصه وسماه ((جَوَاهِرَ البَحْر))، ولخَّص هذا التلخيصَ سِرَاجُ الدِّينِ عمر بن محمد اليَمَنيُّ المتوفى سنة ٨٨٧ سبع وثمانين وثمانمائة، وسماه ((جواهر الجَواهِر)، ومُوَفَّقُ الدينِ حَمْزَةُ بْنُ يوسُفَ الحَمَوِيُّ (المتوفَّى سنة ٦٧٠ سبعين وستمائة).
67