20

Al-Wajiz fi Fiqh al-Imam al-Shafi'i

الوجيز في فقه الإمام الشافعي

پوهندوی

علي معوض وعادل عبد الموجود

خپرندوی

شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

۱۴۱۸ ه.ق

د خپرونکي ځای

بيروت

ژانرونه

فقه شافعي

واحِداً .... وتحقيقاً لهذا الغرض، فإنَّنا نجدُ الإمامَ الغزّاليَّ أَنَّصَلَ بأبي الفِتْيَانِ عُمَرَ بْنِ أبِي الحَسَنِ الرَّوَّاسِ الطُّوسِيِّ، وقرأ عليه صحيح البخاريِّ، وصحيحَ مُسْلِمٍ. وذكر الحافظُ ابْنُ عَسَاكِرِ؛ أنَّه سمع ((صحيحَ البخاريِّ) من أبي سهْلٍ محمَّدِ بْنِ عُبيدِ اللَّهِ الحَفْصِيِّ.

وقد ذكَر عبْدُ الغَفَارِ الفَارِسيُّ مسموعاتٍ له سنَسُوقُ بعضها: يقول عبد الغَفَّار: ((وقد سَمِعْتُ أنه سمع من سنن أبي داود السِّجِسْتَانِيِّ عن الحاكمِ أبي الفَتْحِ الحالِمِيِّ الطَّوسيِّ، وما عثرت على سماعه.

وسمع من الأحاديث المتفرِّقة اتِّفاقاً مع الفقهاء.

فممَّا عَثَرْتُ عليه ما سَمِعَهُ من كتاب مَوْلِدِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم) من تأليف أبي بكرٍ أحْمَدَ ابْنِ عمرو بن أبي عاصِمِ الشَّيْبَانِيِّ، رواية الشيخ أبي بكرٍ محمَّدِ بنِ الحارِثِ الأصْبَهانِيِّ الإمام، عن أبي محمدٍ عَبْدِ اللهِ بْنِ محمَّدِ بنِ جعفر بن حَيَّانَ، عن المُصَنَّف.

وقد سمعه الإمامُ الغَزَّالِيُّ، من الشيخ أبي عبْدِ الله محمَّدِ بْنِ أحْمَدَ الخُوَارِيِّ، خُوَار طَبَران - رحمه الله - مع ابْنَيْهِ الشيخيْنِ: عبدِ الجَبَّارِ، وعبدِ الحَمِيدِ، وجماعة من الفقهاء.

ومِنْ ذلك ما قال: أخبرنا الشَّيْخُ أبو عبدِ الله محمَّدُ بْنُ أحمدَ الخُوَارِيُّ، أخبرنا أبو بكرٍ ابنُ الحارِثِ الأصْبَهانِيُّ، أخبرنا أبو محمد بن حيّان أخبرنا أبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم، حدثنا إبراهيمُ بْنُ المنذِرِ الْحِزَاميّ، حدثنا عبد العزيز بن أبي ثابتٍ، حدثنا الزّبَيْرِ بْنُ مِوسَى، عن أبي الحُوَيْرِثِ، قال: سمعْتُ عَبْدَ الملِكِ بْنِ مَرْوَانَ سأَلَ قَبَاثَ ابْنَ أَشْيَمَ الْكِنَانِيَّ: أَنْتَ أَكْبَرُ أَمْ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمِ (١)؟

فقال: رَسُولُ الله - صلَّى الله عَلَيْهِ وسلَّم - أكْبَرُ مِنِّي، وَأَنَا أَسَنُ مِنْهُ، وُلِدَ رسُولُ الله - صلَّى الله عَلَيْهِ وسلَّم - عَامَ الْفِيلِ، وتمام الكتابِ في جُزْأين مسموع له.

انتهى ما ذكره عبد الغافر الفَارِسيُّ.

وفي آخر حياة الغزّاليِّ - رضي الله عنه - بـ ((طُوس)) ضعفت صحَّتُهُ، وَأُنْهِكَتْ قُوَاهُ، كما يحدِّثُنا المؤرِّخُونَ بذلك، ولعلَّ السَّبَبَ هو كثرةُ جولاتِهِ في البلاد، وتطوافه في البقَّاعِ؛ إذْ إنه كان سَائِحاً أمِيناً، تَجَشَّمَ مشاقَّ السَّفَرِ، ووَغْثَاءَ الطَّريق، وألامَ الوَحْدَة إلَى أن انتقل إلَى رَحْمَةِ الله تعالَى، طيِّب الثَّنَاء، أعلَى منزلةً مِنْ نَجْمِ السماءِ، لا يكرهُهُ إلا حاسدٌ أو زنديقٌ، ولا يسومُهُ لسُوءٍ إلا حائدٌ عن سواءِ الطريقِ.

(١) أخرجه الترمذي (٥٥٠/٥) كتاب المناقب رقم (٣٦١٩) ولكن فيه أن السائل هو عثمان لا عبد الملك بن مروان وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.

20