101

Al-Wajiz fi Fiqh al-Imam al-Shafi'i

الوجيز في فقه الإمام الشافعي

ایډیټر

علي معوض وعادل عبد الموجود

خپرندوی

شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم

شمېره چاپونه

الأولى

د چاپ کال

۱۴۱۸ ه.ق

د خپرونکي ځای

بيروت

ژانرونه

فقه شافعي

بسم الله الرحمن الرحيم

رَبِّ باركْ وَيَسِّرْ (١)

أَحْمَدُ الله عَلَىْ نِعَمِهِ السَّابِغَةِ وَمِنَنِهِ السّائِغَةِ(٢)،، وَأَتَوَكَّلُ عَلَيْهِ بِمَعْرِفَةٍ يُسْتَحْقَرُ فِي ضِيَائِهَا نُورُ الشَّمْسِ البَازِغَةِ، وَبَصِيرَةٍ تَنْخَنِسُ دُونَ بَهَائِهَا وَسَاوِسُ الشَّيَاطِينِ النَّازِغَةِ(٣)، وَهِدَايةٍ يَنْمَحِقُ في رُوَائِهَا

(١) سقط في ط، وفي ب: رب يسر وأعن وزدني علماً نافعاً.

(٢) قال الرَّافعيُّ: الفَضْلُ الأَوَّلُ

في شرح ديباجة الكتاب على الاختصار: قال - رحمه الله -: ((أَحْمَدُ الله عَلَى نِعَمِهِ السَّابِغَةِ، وَمِنَنِهِ السَّائِغَةِ»، ابتدأ بالحمد بعد التسمية؛ تأسِّياً بكتاب الله تعالى؛ وأيضاً فقد بلغ: ((إن كلَّ أمْرٍ لا يُبْدَأُ فيه بالحَمْدُ لله، فهو أقطعُ ممحوقُ البركَة)) والحمد نقيضُ الذّمِّ، وهو الثناء بالفضيلة الاختيارية.

يقال: حَمِدْتُهُ أَحْمَدُهُ، فهو حميدٌ ومَحْمودٌ، وأَحْمَدْتُهُ، وجَدْتُهُ محموداً، ورجل حُمَدَةٌ، إذا كان يبالغ في الحمْدِ ويُفْرِط فيه، وذُكِرَ أن الحمْدَ أخصُّ من المدح، وأعمُّ من الشُّكْر.

أما الأول: فلأن الثناءَ على الإنْسَان بُحسْن الوجه والقَدُّ، فما لا اختيار فيه يُعَدُّ مدحاً، ولا يقال له: حمدٌ، فكل حَمْدٍ مدحٌ، ولا ينعكسِ.

وأما الثاني: فلأنَّ الشُّكْر ما يقعُ في مقابلة النعمة، فكل شكرٍ حمدٌ، ولا ينعكسُ، ((والله المستحقُ للعبادةِ قيل: أصله ((إله) كـ ((إمام))، ثم أدخلوا عليه الألفَ واللَّم، ثم حذفتِ الهمزةُ؛ طلباً للخفَّة، ونُقِلَتْ حركتها إلى اللام فصار («اللاه» بلامين وتحركتين، ثم سكنت الأولى، وأدغمت في الثانية؛ للتسهيل وقيل: أصله ((لا) كـ (بَاب)) ثم ألحق به الألف واللام؛ للتعريف، وجمعوا إلّه)) على ((آلِهَةٍ)) وإن كان مُسْتَحِقُ العبادة واحداً على التقدير، أو لزعمهم الباطل ((وعلى)) حرف جر، وقد تكون اسماً، وهو بمعنى ((فوق))؛ تقول: أخذْتُ الشيءَ مِنْ عَلَى أي مِنْ ((فوق) وقد يكون فعلاً، يقُولُ: عَلاَ زَيْدُ السَّطْحَ.

و (النعمة)): اليدُ، ويقال: هي الحالة الحسنة، وهي للجنس تقع على القليل والكثير؛ قال الله تعالى: ((وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ الله لاَ تُحْصُوْهَا)) [إبراهيم: ٣٤]

وفي معناها النَّعيم، والنَّعْمَاء، والنُّعْمَى، وتجمع ((النِّعْمَة)) على ((نِعَمِ))، والنَّعْمَة؛ بالفتح: النََّغُم، والنُّعْمَةُ؛ المَسَرَّة، ونَعُمَ الشىْءُ نعومةً، إذا صار ناعماً لَيِّنا.

و (السَّابِغِ)): التَُّ؛ سَبَغَتِ النعمةُ تسبُغُ؛ بالضَّم سُبُوغاً: تَمَّتْ واتَّسعتْ، وأسبغها الله، وإسباغ الوضوء إتمامُّهُ، والسَّابغَةُ: الدِّرْع الواسعة، والمنة: النعمة، وقيل النعمة الثقيلة، ومَنَّ عليه أي: أثقله بالنِّعْمة، وهو أُمَنٌ بالفعل، ومَنٌّ عليه، وأَمْتَنّ بالقول، وبهذا المعنى يقال: المنَّة تهدم الصنيعة، وسَاغَ الشَّرَابُ يَسُوغ سَوْغاً سهل مدخله في الحَلقْ، وقد يتعدَّى، فيقالُ: سُغْتُهُ وأَسَغْتُهُ أجودُ؛ قال تعالى ((وَلاَ يَكَادُ يُسِيغُهُ)) [إبراهيم: ١٧]

والسِّوَاغُ؛ بالكسر ما أَسَغْتَ به الغُصَّةَ، وسَاغَ الشيءُ جاز، وسَوَّغْتُهُ: جَوَّزْتُهُ.

والسُّوغ بالنعمة أولَى، والسَّوْغ بالمنَّة، أما الأول، فيوافق لفظ القرآن؛ قال تعالى ((وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ)»، [لقمان: ٢٠ ]

وأما الثاني: فلأنَّه المَنَّانُ حقًّا، ويشق تحمل المِنَّة من الخَلْق، ولا يسوغ في الخلْقِ [ت]

(٣) قال الرافعي: ((وأتوقَّل عليه بمعرفةٍ يُسْتَحْقَرُ في ضِيَائِها نُورُ الشَّمْسِ البَازغة، وَبَصَيرَة تَنْخَنِسُ دُونَ بَهَائِهَا وَسَاوسُ =

101