Al-Wadhi in Quranic Sciences
الواضح في علوم القرآن
خپرندوی
دار الكلم الطيب / دار العلوم الانسانية
د ایډیشن شمېره
الثانية
د چاپ کال
١٤١٨ هـ - ١٩٩٨ م
د خپرونکي ځای
دمشق
ژانرونه
أجلّاء الصحابة «١»، تنزل الآية أو الآيات، فيأمرهم النبي ﵊ بكتابتها ويرشدهم إلى موضعها من سورتها، وكان بعض الصحابة يكتبون ابتداء من أنفسهم، وكانت الوسائل المتوفرة بدائية وتحتاج إلى مشقة، ومع ذلك كتبوا على العسب واللّخاف والرّقاع وعظام الأضلاع والأكتاف.
فقد روي أنه لما نزل على النبيّ ﷺ قوله تعالى: لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ... وَالْمُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ [النساء: ٩٥] قال ابن أم مكتوم وعبد الله بن جحش: يا رسول الله! إنا أعميان، فهل لنا رخصة؟ فأنزل الله غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ [النساء: ٩٥]. قال رسول الله ﷺ: «ائتوني بالكتف والدّواة» وأمر زيدا أن يكتبها فكتبها. فقال زيد: كأني أنظر إلى موضعها عند صدع الكتف. رواه البخاري «٢»، واقتصر على عبد الله بن أمّ مكتوم، ولم يذكر عبد الله بن جحش.
وروي عن ابن عباس ﵁ أنه قال: كان رسول الله ﷺ إذا نزلت عليه سورة دعا بعض من يكتب، فقال: «ضعوا هذا في السّورة في الموضع الذي يذكر فيه كذا وكذا» «٣».
وقال ﷺ: «من كتب عني شيئا غير القرآن فليمحه» «٤».
وعن زيد بن ثابت قال: كنا عند رسول الله ﷺ نؤلّف القرآن من الرّقاع.
وكان المكتوب يوضع في بيت رسول الله، ولم تكن هذه الكتابة في عهد النبي ﵊ مجتمعة في مصحف عام.
(١) بلغ عددهم عند بعض العلماء ستة وعشرين كاتبا، وعند بعضهم أربعين. (٢) فضائل القرآن، باب: كاتب النبي ﷺ رقم (٤٧٠٤). (٣) رواه الحاكم في المستدرك (٢/ ٢٢١) وصححه ووافقه الذهبي. (٤) رواه مسلم في الزهد (٣٠٠٤) عن أبي سعيد الخدري ﵁.
1 / 75