Al-Wadhi in Quranic Sciences
الواضح في علوم القرآن
خپرندوی
دار الكلم الطيب / دار العلوم الانسانية
د ایډیشن شمېره
الثانية
د چاپ کال
١٤١٨ هـ - ١٩٩٨ م
د خپرونکي ځای
دمشق
ژانرونه
وهذه اللمسات من العظات والعبر تكون:
١ - تارة في ثنايا القصة وخلالها، وخذ مثلا على ذلك ما ذكر في سورة طه أثناء عرض قصة موسى ﵇ مع فرعون، حيث يقول الله تعالى:
قالَ فَمَنْ رَبُّكُما يا مُوسى (٤٩) قالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى (٥٠) قالَ فَما بالُ الْقُرُونِ الْأُولى (٥١) قالَ عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي فِي كِتابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسى (٥٢) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَسَلَكَ لَكُمْ فِيها سُبُلًا وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ أَزْواجًا مِنْ نَباتٍ شَتَّى (٥٣) كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعامَكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى [طه: ٤٩ - ٥٤].
فالقصة حوار بين موسى وفرعون حول وجود الخالق ﷾، ولكنها تتحول عن ذكر حوادث القصة وسردها إلى التذكير بما يتناسب مع السياق من العظات والتوجيهات، فتذكر بعظمة الله تعالى وتلفت النظر إلى مظاهر ألوهيته، وتنصب الدلائل على وجوده ووحدانيته، وتبعث في النفس الشعور بوجوب شكره على عظيم آلائه ووافر فضله، ولا تغفل أن تذكر بالموت ثم البعث والنشور والوقوف بين يدي هذا الخالق، يوم لا تغني نفس عن نفس شيئا والأمر يومئذ لله.
٢ - وتارة تكون في مقدمة القصة أو قبلها، ومثال ذلك ما ذكر في سورة الحجر من قوله تعالى: نَبِّئْ عِبادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (٤٩) وَأَنَّ عَذابِي هُوَ الْعَذابُ الْأَلِيمُ [الحجر: ٤٩ - ٥٠]. ثم سرد القصص التي تدل على الرحمة: كقصة إبراهيم ﵇ وتبشيره بالغلام بعد كبر سنه، وكذلك القصص التي تدل على العذاب: كقصة لوط ﵇ مع قومه وما حاق بهم من العذاب.
٣ - وتارة تكون بعد ذكر القصة، ومثال ذلك ما جاء من هذه العظات والتنبيهات الرائعة في سورة يونس ﵇ من قوله تعالى: وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (٩٩) وَما
1 / 189