Al-Wadhi in Quranic Sciences
الواضح في علوم القرآن
خپرندوی
دار الكلم الطيب / دار العلوم الانسانية
د ایډیشن شمېره
الثانية
د چاپ کال
١٤١٨ هـ - ١٩٩٨ م
د خپرونکي ځای
دمشق
ژانرونه
فقال رسول الله ﷺ: «أحيانا يأتيني مثل صلصلة الجرس- وهو أشدّه علي- فيفصم عني وقد وعيت عنه ما قال، وأحيانا يتمثّل لي الملك رجلا فيكلّمني فأعي ما يقول» «١» قالت عائشة: ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه وإنّ جبينه ليتفصّد عرقا.
٤ - شبه الجاحدين والمنكرين للوحي:
وقد حرص هؤلاء الجاحدون قديما وحديثا أن يفسّروا حادثة الوحي بنظريات غامضة ومنحرفة، وتهدف في النهاية إلى إنكار رسالة محمد ﵊، فنجدهم يفسّرون ظاهرة الوحي بالإلهام النفسي تارة، وبالإشراق الروحي تارة أخرى، ويعميهم الحقد فيتجرّءون على القول بأنه ضرب من الصّرع والجنون كان ينتابه، وواضح أنّها شبه واهية لا تثبت أمام الوقائع النّيّرة والمنطق السليم والحكم العادل النزيه، والذي يهمنا أن نرد عليه هنا ونكشف زيفه هو ما يسمّيه الملحدون في هذا العصر ب (الوحي النفسي):
١ - إن حالة الإلهام النفسي، أو الإشراق الروحي، لا تستدعي الخوف والرعب وتغيّر اللون، لأن الصفاء النفسي والتدرّج في التفكير والتأمل لا ينسجم مع حالة الخوف والاضطراب، بل هما حالتان متناقضتان تماما، وخوف النبيّ ﷺ ثابت
في حديث بدء الوحي وفيه: «فرجع بها رسول الله ﷺ يرجف فؤاده، فدخل على خديجة بنت خويلد ﵂، فقال: زمّلوني زمّلوني، فزمّلوه حتى ذهب عنه الرّوع، فقال لخديجة وأخبرها الخبر: لقد خشيت على نفسي «٢»» «١».
وقد ذكرنا في حالات الوحي ما كان يعتري رسول الله ﷺ من تغير واضطراب وتصبّب العرق من جبينه وهو على مرأى من أهله وأصحابه.
_________
(١) رواه البخاري في بدء الوحي (٢).
(٢) رواه البخاري في بدء الوحي (٣).
1 / 20