Al-'Urwa Al-Wuthqa in Light of the Quran and Sunnah
العروة الوثقى في ضوء الكتاب والسنة
خپرندوی
مطبعة سفير
د خپرونکي ځای
الرياض
ژانرونه
رسائل سعيد بن علي بن وهف القحطاني
العروة الوثقى
في ضوء الكتاب والسُّنَّة
المفهوم، والفضائل، والمقتضى، والأركان، والشروط، والنواقص، والنواقض
تأليف الفقير إلى الله تعالى
د. سعيد بن علي بن وهف القحطاني
ناپیژندل شوی مخ
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلّى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليمًا كثيرًا. أما بعد:
فهذه رسالة مختصرة في كلمة التوحيد: العروة الوثقى، والكلمة الطيبة، وكلمة التقوى، وشهادة الحق، ودعوة الحق، «أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ﷺ «جمعتها لنفسي ولمن شاء الله تعالى من عباده، وأسأل الله الذي لا إله إلاّ هو الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد أن يجعلني وإياكم وجميع المسلمين من أهلها الصادقين المخلصين، الموقنين العاملين بما دلت عليه، وبما تقتضيه، إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير.
وقد قسمت البحث إلى أربعة فصول، وتحت كل فصل مباحث على النحو الآتي:
• الفصل الأول: تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله.
1 / 3
- المبحث الأول: مكانة ومنزلة لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله.
- المبحث الثاني: معنى لا إله إلا الله.
- المبحث الثالث: أركان لا إله إلا الله.
- المبحث الرابع: فضل لا إله إلا الله.
- المبحث الخامس: لا إله إلا الله تتضمن أنواع التوحيد.
- المبحث السادس: لا إله إلا الله دعوة جميع الرسل عليهم الصلاة والسلام.
- المبحث السابع: شروط لا إله إلا الله.
• الفصل الثاني: تحقيق شهادة أن محمدًا رسول الله ﷺ.
- المبحث الأول: معناها ومقتضاها.
- المبحث الثاني: وجوب معرفة النبي ﷺ.
- المبحث الثالث: الحجج والبراهين على صدقه ﷺ.
- المبحث الرابع: حقوقه على أمته ﷺ.
- المبحث الخامس: عموم رسالته ﷺ.
- المبحث السادس: تحريم الغلو والإطراء فيه ﷺ.
• الفصل الثالث: نواقض ونواقص الشهادتين.
- المبحث الأول: أقسام المخالفات.
- المبحث الثاني: أخطر النواقض وأكثرها وقوعًا.
- المبحث الثالث: تفصيل بعض النواقض وأنواع النفاق والبدع.
- المبحث الرابع: أصول النواقض.
• الفصل الرابع: دعوة المشركين إلى كلمة التوحيد.
- المبحث الأول: البراهين العقلية لإثبات ألوهية الله تعالى.
- المبحث الثاني: ضعف جميع المعبودات من دون الله تعالى.
- المبحث الثالث: ضرب الأمثال.
- المبحث الرابع: الكمال المطلق لله وحده.
1 / 4
- المبحث الخامس: بيان الشفاعة المثبتة والمنفية.
- المبحث السادس: الإله الحق سخر ما في الكون لعباده.
وقد سلكت في هذا البحث منهج أهل السنة والجماعة، وأسأل الله أن يجعله مباركًا خالصًا لوجهه الكريم، مقربًا لمؤلفه، وقارئه، وطابعه، وناشره من جنات النعيم، وأن ينفعني به في حياتي وبعد مماتي، وأن ينفع به كل من انتهى إليه، إنه خير مسؤول، وأكرم مأمول، وهو حسبنا ونعم الوكيل، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
المؤلف
سعيد بن علي بن وهف القحطاني
حرر في يوم السبت الموافق ١٧/ ١٠/١٤١٥هـ
1 / 5
الفصل الأول: تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله
المبحث الأول: مكانة ومنزلة لا إله إلا الله
لا إله إلا الله: كلمةٌ قامت بها الأرضُ والسموات، وخُلقت لأجلها جميع المخلوقات، قال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلا
لِيَعْبُدُونِ﴾ (١)، [ومن أجلها خلقت الدنيا والآخرة]، وبها أرسل الله رسلَهُ، وأنزل كتبه، وشرع شرائعه؛ قال الله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَاْ فَاعْبُدُونِ﴾ (٢)؛ ولأجلها نصبت الموازين، ووضعت الدواوين، وقام سوق الجنة والنار، وبها انقسمت الخليقة إلى المؤمنين والكفار، والأبرار والفجار، [وفي شأنها تكون الشقاوة والسعادة، فهي منشأُ الخلق والأمر، والثواب والعقاب [وبها تؤخذ الكتب باليمين أو الشمال، ويثقل الميزان أو يخف، وبها النجاة من النار بعد الورود، وبعدم التزامها البقاء في النار] وهي الحقُّ الذي خلقت له الخليقة، [وبها أخذ الله الميثاق] وعنها وعن حقوقها السؤال والحساب [يوم التلاق]، وعليها يقع الثواب والعقاب، وعليها نُصِبتِ القِبلةُ، وعليها أُسِّسَتِ الملة؛ وهي حقُّ الله على جميع العباد، قال ﷺ: «... حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا» (٣)، [وهي أعظم نعمة أنعم الله بها على عباده المؤمنين إذ هداهم إليها]، فهي كلمة الإسلام، ومفتاح
_________
(١) سورة الذاريات، الآية: ٥٦.
(٢) سورة الأنبياء، الآية: ٢٥.
(٣) أخرجه البخاري في كتاب الجهاد والسير، باب اسم الفرس والحمار، رقم ٢٨٥٦، ومسلم في كتاب الإيمان، باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعًا، رقم ٣٠.
1 / 6
دار السلام، وبها يُعصم الدم والمال، ومن أجلها جُرِّدت سيوف الجهاد، قال ﷺ: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءَهم وأموالهم، إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله» (١)، وهي أول ما يجب أن يُدعى إليه. قال ﷺ لمعاذ حينما بعثه إلى اليمن: «إنّك تَقْدَمُ على قومٍ أهلِ كتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله» وفي رواية: «فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ..» (٢).
[وهي أصل الدين وأساسه، ورأس أمره وساق شجرته، وعمود فسطاطه، قال ﷺ: «بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت» (٣)، وهي العروة الوثقى، وهي كلمة الحق، وكلمة التقوى، وهي القول الثابت، والكلمة الطيبة، وأعظم الحسنات]، وشهادة الحق، وكلمة الإخلاص، ودعوة الحق، وأفضل الذكر، وأفضل ما قاله النبيون، وهي أفضل الأعمال، وتعدل عتق الرقاب، وتفتح لقائلها أبواب الجنة الثمانية، وهي الكلمة العظيمة التي عنها يُسأل الأولون والآخرون فلا
_________
(١) أخرجه البخاري في كتاب الإيمان، باب ﴿فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ﴾، برقم ٢٥، ومسلم في كتاب الإيمان، باب الأمر بقتال الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله محمد رسول الله، برقم ٢٢.
(٢) أخرجه البخاري في كتاب الزكاة، باب لا تؤخذ كرائم أموال الناس في الصدقة، رقم ١٤٥٨، ومسلم في كتاب الإيمان، باب الدعاء إلى الشهادتين وشرائع الإسلام، برقم ١٩.
(٣) أخرجه البخاري في كتاب الإيمان، باب (دعاؤكم إيمانكم)، رقم ٨، ومسلم في كتاب الإيمان، باب أركان الإسلام ودعائمه العظام، برقم ١٦.
1 / 7
تزول قدما العبد بين يدي الله حتى يُسأل عن مسألتين: ماذا كنتم تعبدون؟ وماذا أجبتم المرسلين؟ فجواب الأولى: بتحقيق «لا إله إلا الله»: معرفةً، وإقرارًا وعملًا، وجواب الثانية: «أن محمدًا رسول الله»: معرفةً، وإقرارًا، وانقيادًا، وطاعة (١)؛ لأنه عبد الله ورسوله، وأمينه على وحيه، وخيرته من خلقه، وسفيره بينه وبين عباده، المبعوث بالدين القويم، والمنهج المستقيم، أرسله الله رحمة للعالمين، وإمامًا للمتقين، وحجة على الخلائق أجمعين، فهدى الله به إلى أقوم الطرق وأوضح السبل، [وفتح به أعينًا عُميًا، وقلوبًا غلفًا، وآذانًا صمًا، وافترض على العباد طاعته، ونصرته وإعانته، وتوقيره ومحبته، والقيام بحقوقه، وسدَّ الله دون جنته الطرق فلن تفتح لأحد إلا من طريقه، فشرح له صدره، ورفع له ذكره، ووضع عنه وزره، وجعل الذِّلّةَ والصَّغار على من خالف أمره، وبحسب متابعته ﷺ تكون الهداية والفلاح والنجاة، فالله سبحانه علق سعادة الدارين بمتابعته، وجعل شقاوة الدارين في مخالفته، فلأتباعه: الهدى والأمن، والفلاح والعزة، والكفاية والنصرة، والولاية والتأييد، وطيب العيش في الدنيا والآخرة، ولمخالفيه: الذِّلةُ والصَّغار، والخوف والضلال، والخذلان والشقاء في الدنيا والآخرة (٢).
_________
(١) انظر: زاد المعاد، ١/ ٣٤، ومعارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول في التوحيد للشيخ حافظ بن أحمد الحكمي، ٢/ ٤١٠ - ٤١٣، وكلمة الإخلاص وتحقيق معناها للحافظ ابن رجب الحنبلي، ص٤٩ - ٥١.
(٢) زاد المعاد لابن القيم، ١/ ٣٤ - ٣٦ بتصرف. وانظر: الشفاء في حقوق المصطفى ﷺ، ١/ ٣.
1 / 8
المبحث الثاني: معنى لا إله إلا الله
معنى «لا إله إلا الله»: لا معبود بحق إلا الله (١) فالحق أن معنى كلمة التوحيد: لا معبود بحق إلا إله واحد، وهو الله وحده لا شريك له، قال الله تعالى: ﴿شَهِدَ الله أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمًا بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الحَكِيمُ﴾ (٢)، كما قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَاْ فَاعْبُدُونِ﴾ (٣)، ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُواْ الله وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ﴾ (٤)، ﴿وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ﴾ (٥)، ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ الله هُوَ الحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ الله هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ﴾ (٦)، ﴿مَا اتَّخَذَ الله مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ الله عَمَّا يَصِفُونَ﴾ (٧)، ﴿أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِّنَ الأَرْضِ هُمْ يُنشِرُونَ * لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا الله لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ الله رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ﴾ (٨)، ﴿وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ
_________
(١) انظر: تيسير العزيز الحميد، ص٧٣، وفتح المجيد، ص٤٧، ومعارج القبول، ٢/ ٤١٦، وتحفة الإخوان لابن باز، ص٢٣، والأصول الثلاثة وحاشيتها لابن القاسم، ص٥٠، والأصول الثلاثة وحاشيتها لابن عثيمين. انظر فتاوى ابن عثيمين، ٦/ ٦٦.
(٢) سورة آل عمران، الآية: ١٨.
(٣) سورة الأنبياء، الآية: ٢٥.
(٤) سورة النحل، الآية: ٣٦.
(٥) سورة الزخرف، الآية: ٤٥.
(٦) سورة الحج، الآية: ٦٢.
(٧) سورة المؤمنون، الآية: ٩١.
(٨) سورة الأنبياء، الآيتان: ٢١ - ٢٢.
1 / 9
هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ﴾ (١)، ﴿قُل لَّوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لاَّبْتَغَوْاْ إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا *سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا﴾ (٢)، ﴿لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ الله ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ (٣)، ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ الله وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ الله فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا
مُسْلِمُونَ﴾ (٤)، ﴿وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ الله قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ الله إِنْ أَرَادَنِيَ الله بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ الله عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ﴾ (٥)، ﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَاءَكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ الله أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّموَاتِ أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا فَهُمْ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّنْهُ بَلْ إِن يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُم بَعْضًا إِلاّ غُرُورًا﴾ (٦)، ﴿قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ الله أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّموَاتِ ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِّن قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِّنْ عِلْمٍ إِن كُنتُمْ
صَادِقِينَ﴾ (٧)، ﴿قُلْ مَن رَّبُّ السَّموَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ الله قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن
_________
(١) سورة البقرة، الآية: ١٦٣.
(٢) سورة الإسراء، الآيتان: ٤٢ - ٤٣.
(٣) سورة المائدة، الآية: ٧٣.
(٤) سورة آل عمران، الآية: ٦٤.
(٥) سورة الزمر، الآية: ٣٨.
(٦) سورة فاطر، الآية: ٤٠.
(٧) سورة الأحقاف، الآية: ٤.
1 / 10
دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لاَ يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُواْ لله شُرَكَاءَ خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ الله خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ﴾ (١)،
﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَاْ مُنذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاّ الله الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ * رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ﴾ (٢)، ﴿إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ الله وَإِنَّ الله لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ (٣).
وهذه الآيات السابقة وغيرها من الآيات الكثيرة في كتاب الله تعالى تبيّن أن الله هو المعبود بحق وحده لا شريك له ولا رب سواه، فاتضح أن معنى «الإله» (٤) هو المعبود؛ ولهذا قال قوم هود: ﴿قَالُواْ أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ الله وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا﴾ (٥)، ولما قال النبي ﷺ لكفار قريش: «يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا» (٦)، قالوا: ﴿أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ﴾ (٧)؛لأنهم قد اعتادوا عبادة الأصنام، والأوثان، والأولياء، والأشجار، والقبور، والذبح لهم، والنذر لهم وطلب
_________
(١) سورة الرعد، الآية: ١٦.
(٢) سورة ص، الآيتان: ٦٥ - ٦٦.
(٣) سورة آل عمران، الآية: ٦٢.
(٤) انظر: تيسير العزيز الحميد، ص٧٣.
(٥) سورة الأعراف، الآية: ٧٠.
(٦) أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني، برقم ٩٦٤، والطبراني في معجمه الكبير، برقم ٤٥٨٢، وأحمدفي المسند، ٣/ ٤٩٢، ٤/ ٣٤١، والحاكم في المستدرك، ١/ ١٥، وابن حبان كما في الموارد، (٥/ ٢٩٣ - ٢٩٤، برقم ١٦٨٣).
(٧) سورة ص، الآية: ٥.
1 / 11
قضاء الحاجات وتفريج الكروب فاستنكروا هذه الكلمة؛ لأنها تبطل آلهتهم ومعبوداتهم من دون الله تعالى (١).
﴿إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلاّ الله يَسْتَكْبِرُونَ * وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ﴾ (٢).
فتضمنت كلمة لا إله إلا الله أن ما سوى الله تعالى ليس بإله وأن إلهية ما سواه من أبطل الباطل، وإثباتها أظلم الظلم، فلا يستحق العبادة سواه، كما لا تصلح الإلهية لغيره، فتضمنت هذه الكلمة نفي الإلهية عما سواه، وإثباتها له وحده لا شريك له، وذلك يستلزم الأمر باتخاذه إلهًا واحدًا والنهي عن اتخاذ غيره معه إلهًا ... وقد دخل في الإلهية جميع أنواع العبادة الصادرة عن تألّه القلب لله: بالحب والخضوع، والانقياد له وحده لا شريك له (٣)؛ لأنه الإله الحق الذي تألهه القلوب: محبةً وإجلالًا، وإنابةً، وإكرامًا، وتعظيمًا، وذلًا، وخضوعًا، وخوفًا، ورجاءً، وتوكلًا (٤). فيجب إفراد الله تعالى بجميع أنواع العبادة: كالدعاء، والخوف، والمحبة، والتوكل، والإنابة، والتوبة، والذبح، والنذر، والسجود، والطواف، والرغبة، والرهبة، والخشوع، والاستعانة، والاستغاثة، والاستعاذة، وجميع أنواع العبادة، وهي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من
_________
(١) انظر: مجموع فتاوى ابن باز، ٤/ ٥.
(٢) سورة الصافات، الآيتان: ٣٥ - ٣٦.
(٣) انظر: تيسير العزيز الحميد، ص٧٣.
(٤) انظر: فتح المجيد، ص٤٦.
1 / 12
الأقوال، والأعمال الظاهرة والباطنة (١).
فيجب صرف ذلك كله لله وحده لا شريك له، فمن صرف شيئًا مما لا يصلح إلا لله من العبادات لغير الله تعالى فهو مشرك ولو نطق بـ «لا إله إلا الله» إذا لم يعمل بما تقتضيه من التوحيد والإخلاص (٢).
_________
(١) انظر: الأصول الثلاثة لمحمد بن عبد الوهاب وحاشيتها لابن القاسم، ص٣٤.
(٢) انظر: تيسير العزيز الحميد، ص٧٤.
1 / 13
المبحث الثالث: أركان لا إله إلا الله
الركن الأول: النفي: وهو نفي الإلهية عن كل ما سوى الله تعالى من جميع المخلوقات كائنًا من كان.
الركن الثاني: الإثبات: وهو إثبات الإلهية لله وحده دون كل ما سواه فهو الإله الحق وما سواه من الآلهة باطل (١)، ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ الله هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ الله هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ﴾ (٢).
وقد أعرب العلماء كلمة التوحيد «لا إله إلا الله» فقالوا: «لا» نافية للجنس، و«إله» اسمها مبني على الفتح، وخبرها محذوف تقديره، «حق» أي: لا إله حق. إلا الله: استثناء من الخبر المرفوع (٣) فـ «لا إله إلا الله» نافيًا لجميع ما يعبد من دون الله، فلا يستحق أن يعبد. «إلا الله» مثبتًا العبادة لله وحده فهو الإله المستحق للعبادة، فتقدير خبر «لا» بحق هو الذي جاءت به النصوص من الكتاب والسنة.
أما تقديره بـ «موجود» أو «معبود» فقط فهو غلط خلاف الصواب، لكن لو نعت اسم «لا» بحق فلا بأس: ويكون التقدير «لا إله حقًا موجود إلا الله» (٤)؛ لأنه يوجد معبودات كثيرة من الأصنام والأضرحة،
_________
(١) انظر: فتح المجيد، ص٤٧،وتيسير العزيز الحميد، ص٧٧، ومعنى لا إله إلا الله للعلامة صالح بن فوزان، ص١٦.
(٢) سورة لقمان، الآية: ٣٠.
(٣) انظر: معنى لا إله إلا الله للعلامة صالح الفوزان، ص١٦، وحاشية ثلاثة الأصول للعلامة ابن عثيمين ضمن فتاواه، ٦/ ٦٦.
(٤) انظر: معارج القبول، ٢/ ٤١٦.
1 / 14
والقبور وغيرها، ولكن المعبود بحق هو الله وحده، وما سواه فمعبود بالباطل وعبادته باطلة، وهذا مقتضى ركني لا إله إلا الله (١).
_________
(١) انظر: معنى لا إله إلا الله للعلامة صالح الفوزان، ص١٦، وفتاوى ابن عثيمين، ٦/ ٦٦.
1 / 15
المبحث الرابع: فضل لا إله إلا الله
كلمة التوحيد لها فضائل عظيمة لا يمكن حصرها، من قالها صادقًا من قلبه وعمل بما دلت عليه كانت له السعادة في الدنيا والآخرة، ومن قالها كاذبًا حقنت دمه وحفظت عليه ماله في الدنيا وحسابه على الله ﷿. ومن فضائلها وعظمتها على سبيل المثال لا الحصر ما يأتي:
١ - عن معاذ ﵁ يرفعه إلى النبي ﷺ: «من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة» (١).
٢ - وعن أنس بن مالك ﵁ قال: كان رسول الله ﷺ يغير إذا طلع الفجر وكان يستمع الأذان فإن سمع أذانًا أمسك وإلا أغار. فسمع رجلًا يقول: الله أكبر الله أكبر، فقال رسول الله ﷺ: «على الفطرة» ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله. فقال رسول الله ﷺ: «خرجت من النار» فنظروا فإذا هو راعي مِعْزى (٢).
٣ - وعن أبي ذر ﵁ قال: قلت يا رسول الله! أوصني. قال: «إذا عملت سيئةً فأتبعها حسنة تمحها». قال قلت: يا رسول الله! أمن الحسنات لا إله إلا الله؟ قال: «هي أفضل الحسنات» (٣).
_________
(١) أخرجه أبو داود في كتاب الجنائز، باب التلقين، برقم ٣١١٦، وأحمد في المسند،
٥/ ٢٣٣، ٢٤٧، والحاكم في المستدرك، ١/ ٣٥١، وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وصححه الألباني في صحيح الجامع، برقم ٦٤٧٩.
(٢) أخرجه مسلم في كتاب الصلاة، باب الإمساك عن الإغارة على قوم في دار الكفر إذا سمع فيهم الأذان، برقم ٣٨٢.
(٣) أخرجه أحمد في المسند،٥/ ١٦٩،وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، برقم١٣٧٣.
1 / 16
٤ - وعن عبد الله بن عمرو عن النبي ﷺ أنَّ نوحًا قال لابنه عند موته: «آمرك بلا إله إلا الله فإن السموات السبع والأرضين السبع، لو وضعت في كفة، ووضعت لا إله إلا الله في كفّة، رجحت بهن لا إله إلا الله، ولو أن السموات السبع والأرضين السبع كُنّ حلقة مُبهمة قصمتهن لا إله إلا الله» (١).
٥ - وعن أبي سعيد الخدري ﵁ عن رسول الله ﷺ قال: «قال موسى ﵇ يا رب علمني شيئًا أذكرك به وأدعوك به، قال: يا موسى قل لا إله إلا الله، قال: يا رب كل عبادك يقول هذا. قال: قل لا إله إلا الله. قال: إنما أريد شيئًا تخصني به. قال: يا موسى لو أن السموات السبع [وعامِرَهن غيري] والأرضين السبع في كفة ولا إله إلا الله في كفة مالت بهن لا إله إلا الله» (٢).
٦ - وعن عبد الله بن عمرو ﵄ قال: قال رسول الله ﷺ: «إن الله سيخلِّص رجلًا من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة فينشر عليه تسعة وتسعين سجلًاّ كلُّ سجلٍ مثل مد البصر ثم يقول: أتنكر من هذا شيئًا؟ أظلمك كتبتي الحافظون؟ فيقول: لا يا رب، فيقول: أفلك عذر؟ فيقول: لا يا رب، فيقول: بلى إن لك عندنا حسنة، فإنه لا ظلم عليك اليوم، فتخرج
_________
(١) أخرجه أحمد في المسند ٢/ ١٧٠، و٢٢٥، والبخاري في الأدب المفرد، برقم ٥٤٨، والبزار، برقم ٢٩٩٨، و٣٠٦٩، وصححه أحمد شاكر في تحقيق المسند، برقم ٦٥٨٣، والحاكم ووافقه الذهبي ١/ ٤٨،وقال الهيثمي في مجمع الزوائد، ٥/ ١٣٣، ١٤٢: «رواه البزار، وأحمد في حديث طويل، تقدم في وصية نوح ﵇ في الوصايا، ورجال أحمد ثقات».
(٢) أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء، ٨/ ٣٢٧ - ٣٢٨،والنسائي في عمل اليوم والليلة، برقم ٨٣٤، و١١٤١، وأبو يعلى في مسنده، برقم ١٣٩٣، والحاكم وصححه، ووافقه الذهبي، ١/ ٥٢٨، وابن حبان، برقم ٢٣٢٤ (موارد)، والبغوي في شرح السنة، ٥/ ٥٤، و٥٥، برقم ١٢٧٣.
1 / 17
بطاقةٌ فيها: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، فيقول: احضر وزنك، فيقول: يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ فقال: إنك لا تُظلم، قال: فتوضع السجلاّت في كفة والبطاقة في كفَّةٍ فطاشت السجلات وثقلت البطاقة، فلا يثقل مع اسم الله شيء» (١).
٧ - وعن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «ما قال عبدٌ لا إله إلا الله قَطّ مخلصًا إلا فُتحت له أبوابُ السماء حتى تفضي إلى العرش ما اجتنبت الكبائر» (٢).
٨ - وعن جابر بن عبد الله ﵄ أن رسول الله ﷺ قال: «إن من أفضل الدعاء الحمد لله، وأفضل الذكر لا إله إلا الله» (٣).
٩ - وثبت عن النبي ﷺ أنه قال: «من قال: لا إله إلا الله والله أكبر، لا
_________
(١) أخرجه الترمذي في كتاب الإيمان، باب ما جاء فيمن يموت وهو يشهد أن لا إله إلا الله، برقم ٢٦٣٩، وابن ماجه، في كتاب الزهد، باب ما يرجى من رحمة الله يوم القيامة برقم ٤٣٠٠، وأحمد، ٢/ ٢١٣، وابن حبان كما في الموارد، برقم ٢٥٢٤، والحاكم في المستدرك، ١/ ٦، وقال: «صحيح على شرط مسلم»، وفي ١/ ٥٢٩، وقال: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه»، ووافقه الذهبي. وقال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب». وقال الألباني في صحيح سنن الترمذي، ٣/ ٥٣: «صحيح».
(٢) أخرجه الترمذي في كتاب الدعوات، باب دعاء أم سلمة، برقم ٣٥٩٠، وقال: «هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه»، وصححه الألباني في صحيح الجامع، برقم ٥٦٤٨.
(٣) أخرجه الترمذي في كتاب الدعوات، باب ما جاء أن دعوة المسلم مستجابة، برقم ٣٣٨٣، وابن ماجه في كتاب الأدب، باب فضل الحامدين، برقم ٣٨٠٠، والحاكم في المستدرك، ١/ ٥٠٣، وقال: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه»، ووافقه الذهبي، وقال أبو عيسى الترمذي: «هذا حديث حسن غريب»، وحسنه الألباني في صحيح الجامع، برقم ١١٠٤، وفي لصحيحة، برقم ١٤٩٧.
1 / 18
إله إلا الله وحده، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، لا إله إلا الله له الملك وله الحمد، لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله. من قالها في مرضه، ثم مات لم تطعمه النار» (١).
١٠ - وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي ﷺ قال: «خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير» (٢).
١١ - وعن ابن عمر أن رسول الله ﷺ قال: «من دخل السوق فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو حي لا يموت، بيده الخير وهو على كل شيء قدير، كَتَبَ الله له ألف ألف حسنة، ومحا عنه ألف ألف سيئة، ورَفع له ألف ألف درجة» (٣).
١٢ - وعن أبي هريرة ﵁ أن رسول الله ﷺ قال: «من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزًا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم
_________
(١) أخرجه الترمذي في كتاب الدعوات، باب ما يقول العبد إذا مرض، برقم ٣٤٣٠، وابن ماجه في كتاب الأدب، باب فضل لا إله إلا الله، برقم ٣٧٩٤، وأبو يعلى في مسنده، برقم ٦١٥٣، وقال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب»، وصححه الألباني في صحيح الجامع، برقم ٧١٣، والصحيحة، برقم ١٣٩٠.
(٢) أخرجه الترمذي في كتاب الدعوات، باب في دعاء يوم عرفة، برقم ٣٥٨٥، وحسنه الألباني في صحيح الجامع، برقم ٣٢٧٤، والصحيحة، برقم ١٥٠٣.
(٣) أخرجه الترمذي في كتاب الدعوات، باب ما يقول إذا دخل السوق، برقم ٣٤٢٨، والحاكم،
١/ ٥٣٨، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي، ٣/ ٤١١، ورواه ابن ماجه، برقم ٢٢٣٥.
1 / 19
يأت أحدٌ أفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك» (١).
١٣ - وعن أبي أيوب الأنصاري ﵁ عن رسول الله ﷺ: «من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير عشر مرار، كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل» (٢).
١٤ - وعن أبي هريرة ﵁ عن النبي ﷺ أنه قال: «من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير .. عشر مرات حين يصبح كتب الله له بها مائة حسنة، ومحا عنه بها مائة سيئة، وكانت له عدل رقبة، وحُفِظ بها يومئذٍ حتى يمسي ومن قالها مثل ذلك حين يمسي كان له مثل ذلك» (٣).
١٥ - وعن عُمارة بن شبيب أن رجلًا من الأنصار حدثه أن رسول الله ﷺ قال: «من قال بعد المغرب أو الصبح [لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيي ويُميتُ، وهو على كل شيء قدير] عشر مرات بعث الله له مَسْلَحَة (٤) يحرسونه [من الشيطان] حتى يصبح، ومن حين يصبح حتى يمسي [وكتب له بها عشر حسنات موجبات، ومحي عنه
_________
(١) أخرجه البخاري في كتاب بدء الخلق، باب صفة إبليس وجنوده، برقم ٣٢٩٣، ومسلم في كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب فضل التهليل والتسبيح والدعاء، برقم ٢٦٩١.
(٢) أخرجه البخاري في كتاب الدعوات، باب فضل التهليل، برقم ٦٤٠٤، ومسلم في كتاب الذكر والدعاء والتوبة، باب فضل التهليل والتسبيح والدعاء، برقم ٢٦٩٣.
(٣) أخرجه أحمد في مسنده، ٢/ ٣٦٠، والنسائي في عمل اليوم والليلة، برقم ٢٦، وحسن إسناده سماحة الشيخ ابن باز ﵀ كما في تحفة الأخيار، ص ٤٤.
(٤) أي: الحرس.
1 / 20
عشر سيئات موبقات، وكانت له كعدل عشر رقاب مؤمنات]» (١).
١٦ - وعن أنس بن مالك ﵁ أن رسول الله ﷺ قال: «من قال حين يصبح أو يمسي: اللهم إني أصبحت أشهدك وأشهد حملة عرشك، وملائكتك، وجميع خلقك أنك أنت الله لا إله إلا أنت، وحدك لا شريك لك، وأن محمدًا عبدك ورسولك، أعتق الله ربعه من النار، فمن قالها مرتين أعتق الله نصفه، ومن قالها ثلاثًا أعتق الله ثلاثة أرباعه، فإن قالها أربعًا أعتقه الله من النار» (٢).
ومن فضل الله تعالى أنه لم يحرم عباده الخير والفضل فقد ثبت عن النبي ﷺ أن من قالها إذا أصبح مرة واحدة كان له الفضل الآتي:
١٧ - عن أبي عياش أن رسول الله ﷺ قال: «مَن قال إذا أصبح: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، كانت له عدل رقبة من ولد إسماعيل، وكتب له عشر حسنات، وحُطّ عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، وكان في حرز من الشيطان حتى
_________
(١) أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة، برقم ٥٧٧، و٥٧٨، واللفظ من الروايتين، وهو صحيح الإسناد، وجهالة الصحابي لا تضر. انظر: صحيح كتاب الأذكار للنووي، ١/ ٢٥٣، برقم
٢ ٤٤/ ١٨٢، وعمل اليوم والليلة للنسائي بتحقيق د. فاروق حمادة، ص٣٨٥.
(٢) أخرجه أبو داود في كتاب الأدب، باب ما يقول إذا أصبح، برقم ٥٠٦٩، والبخاري في الأدب المفرد، برقم ١٢٠١، والنسائي في عمل اليوم والليلة، برقم ٩، ص٧٠، وقال: «أعتقه الله ذلك اليوم من النار»، وابن السني، برقم ٧٠، وحسن إسناد أبي داود والنسائي سماحة الشيخ ابن باز في تحفة الأخيار، ص٢٣.
1 / 21