التيسير في التفسير
التيسير في التفسير
ایډیټر
ماهر أديب حبوش وآخرون
خپرندوی
دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
۱۴۴۰ ه.ق
د خپرونکي ځای
أسطنبول
ژانرونه
تفسیر
﴿الم﴾ وقالوا: نَنْشُدُك اللَّهَ الذي لا إلهَ إلا هو، أحقٌّ أنها أتتك من السماء؟ فقال النبيُّ ﷺ: "نعم كذلك نزلت"، فقال حييٌّ: لئن كنتَ صادقًا إني أعلمُ أنَّ أُكلَ (^١) هذه الأمة من السنين ما نزل عليك، ثم نظر حييٌّ إلى أصحابه فقال: كيف ندخلُ في دِين رجلٍ إنما منتهَى أُكلِ أمَّته إحدى وسبعون سنةً، فقال له عمر ﵁: وما يدريكَ أنها كذلك؟ قال: أخذتُها من حسابِ الجمَّل، فالألفُ واحدٌ، واللامُ ثلاثون، والميمُ أربعون، فضحك النبيُّ ﷺ، فقال حييٌّ: هل غيرُ هذا؟ قال (^٢): "نعم"، قال: وما هو؟ قال: " ﴿المص﴾ " قال حييُّ بن أخطبَ: هذه أكثرُ من الأولى، هذه مئةٌ وإحدى وستُّون سنةً -وقد تبيَّن لنا في هذه تفسيرُ الأُولى؛ لأنه قال: ﴿لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ﴾ فنحن المتَّقون الذين آمنَّا بالغيب قبل أن يكون (^٣) - فهل غيرُ هذا؟ قال: "نعم ﴿الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ﴾ [هود: ١] " قال حييٌّ: هذه أكثرُ من الأولى والثانيةِ، وقد أَحْكَمَ فيهنَّ وفصَّلَ، فنحن نشهدُ لئن كنتَ صادقًا ما مُلْكُ أمَّتكَ إلا (^٤) إحدى وثلاثون ومئتا سنةٍ، فاتَّق اللَّه ولا تقل إلا حقًّا، فهل غيرُ هذا؟ قال: "نعم ﴿المر﴾ -إلى قوله: - ﴿وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ﴾ "، قال: فنحن نشهدُ أنَّا من الذين لا يؤمنون، ولا ندري بأيِّ قولك نأخذُ، فقال أبو ياسر: أمَّا أنا فأَشهدُ بما أُنزل على أنبيائنا أنهم قد أَخبروا عن مُلك هذه الأمةِ ولم يوقِّتوا كم يكونُ، فإن (^٥) كان محمدٌ صادقًا فيما يقولُ إني لأراه سيُجمع له هذا كلُّه.
(^١) فوقها في (ف): "مدة"، ومثله في هامش (ر)، ويريد بأكل أمته: طول مدتهم. وفي بعض المصادر: (إني لأعلم أجل هذه الأمة. . .)، والمعنى واحد. وكلمة: "أن" ليست في (أ).
(^٢) في (ف): "فقال النبي ﷺ".
(^٣) في (ر): "نكون"، وفي هامشها: "أي: قبل أن نبعث".
(^٤) في (ف): "صادقا فملك أمتك إلى".
(^٥) في (أ): "وإن".
1 / 201