284

التيسير في التفسير

التيسير في التفسير

پوهندوی

ماهر أديب حبوش وآخرون

خپرندوی

دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

۱۴۴۰ ه.ق

د خپرونکي ځای

أسطنبول

ژانرونه

تفسیر
عبدًا له عابدًا له، وقولُه تعالى: ﴿نَسْتَعِينُ﴾ افتقارٌ إلى معونتهِ، واحتياجٌ إلى توفيقِه وعِصمته، كأنه (^١) يقول: (بناز وسر يرادكه بيده مني، وبنو روسو فر وداركه مي معونت من برهيج مني) (^٢).
وقالوا: هما لتعليمِ بذل المجهودِ، وتلقينِ سؤالِ العطاءِ والجُود.
ثم تحقيقُ هذين اللفظينِ من العبد: أن لا يَخدمَ غيرَ اللَّه، ولا يسألَ غيرَ اللَّه، بعدما أظهرَ هذا من نفسِه أنه إياه يَعبدُ وإياه يستعين.
وقد حُكي عن سفيان الثوريِّ: أنه أَمَّ قومًا في صلاة المغرب، فلما قال: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ خرَّ مغشيًا عليه، فلما أفاق قيل له في ذلك، فقال: خفتُ أن يُقالَ لي: فلمَ تَذهبُ إلى أبوابِ الأطبَّاء والسَّلاطين؟
ثم في مجموعِ الكلمتين تحقيقُ مذهب أهل السُّنة والجماعة، وهو إثباتُ الفعل من العبدِ والتوفيقِ من اللَّه تعالى، وفيه ردٌّ على (^٣) الجبريَّة والمعتزلةِ (^٤):
فالجبريةُ يَنْفون الفعلَ من العبد، وقولُه: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾ يردُّ عليهم ذلك.
والمعتزلةُ لا يَرون التوفيقَ من اللَّه (^٥)، وقولُه: ﴿وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ يردُّ ذلك عليهم.

(^١) في (ر): "وكأنه".
(^٢) في هامش (ف): "تعريبه: كأنه يقول: افتخر وترفع. . . وافتخر وأخفض فعبادتك بغير معونتي لست بشيء ينفع".
(^٣) "على" من (ف).
(^٤) في (ف): "والقدرية".
(^٥) في (ف): "ربهم".

1 / 139