274

التيسير في التفسير

التيسير في التفسير

پوهندوی

ماهر أديب حبوش وآخرون

خپرندوی

دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

۱۴۴۰ ه.ق

د خپرونکي ځای

أسطنبول

ژانرونه

تفسیر
وبعيرٌ معبَّد؛ أي: مَطْليٌّ بالقَطِران، قال طَرَفةُ:
إلى أنْ تَحامَتْني العشيرةُ كلُّها... وأُفْرِدْتُ إفْرادَ البعيرِ المعبَّدِ (^١)
فالعبادةُ من التعبُّد، وهي التذلُّلُ للَّه تعالى.
والثاني: الإكرام والإعزاز، يقال: بعيرٌ معبَّدٌ؛ أي: مُكْرمٌ، قال حاتم:
تقولُ ألَا أَمْسِكْ عليك فإنَّني... أرى المالَ عندَ الباخِلين معبَّدًا (^٢)
فالعابد (^٣) على هذا هو المكرَم بالإذن في الخدمة (^٤).
والثالث: الأنَفة والاستنكاف؛ قال تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ﴾ [الزخرف: ٨١] على قراءةِ حذفِ الألف (^٥)، وقال الشاعر:
أولئك آبائي فجئني بمثْلِهم... وأَعْبَدُ أنْ يُهْجَى كُليبٌ بدارِمِ (^٦)

= (ص: ١٥٣)، و"شرح المعلقات السبع" للزوزني (ص: ٩٤). وجاء في هامش (ف): "أي سابقت هذه الناقةُ نوقًا كرامًا حسانًا مسرعات، فأَتبعت وظيفةَ يدِها وظيفة رجلها فوق طريق مطوي بذلك، والعتاق جمع عتيق، والمور المعبد: الطريق المذلل". والوظيف قال الزوزني: ما بين الرسغ إلى الركبة. وقال ابن الأنباري: قوله: (أتبعت وظيفا وظيفا)، معناه: لم تتكل يدها على رِجلها ولا رجلُها على يدها.
(^١) البيت من معلقته. انظر: "شرح القصائد السبع الطوال الجاهليات" لابن الأنباري (ص: ١٩١)، و"شرح المعلقات السبع" للزوزني (ص: ١٠٧).
(^٢) انظر: "الأضداد" لابن الأنباري (ص: ٣٥)، و"الزاهر" له (١/ ١٠٨)، و"جمهرة اللغة" (١/ ٢٩٩). وذكره ابن سيده في "المخصص" (٢/ ٣٩٦) بلفظ: (تقول ألا تمسك عليك. . .).
(^٣) في (ر): "فالعبد".
(^٤) في (ر): "بالخدمة".
(^٥) انظر: "المختصر في شواذ القراءات" (ص: ١٣٧)، و"المحتسب" (٢/ ٢٥٧).
(^٦) نسب للفرزدق وليس في ديوانه، وورد في المصادر بألفاظ متقاربة لكن مع احتوائها جميعا على =

1 / 129