257

التيسير في التفسير

التيسير في التفسير

پوهندوی

ماهر أديب حبوش وآخرون

خپرندوی

دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

۱۴۴۰ ه.ق

د خپرونکي ځای

أسطنبول

ژانرونه

تفسیر
وكذا ﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ على هذه الوجوه (^١).
* * *
(٣) - ﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾.
وقوله تعالى: ﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾: مرَّ تفسيرُهما في التسمية.
فإن قالوا: لِمَ كرَّرَهما مع أنه (^٢) في التسمية ذكَرهما؟
قُلنا: عنه أجوبةٌ خمسةٌ:
أحدها: ليُعلم أنَّ التسميةَ ليست من الفاتحة، ولو كانت منها لَمَا أعادهما؛ لخُلُوِّ الإعادة عن الإفادة.
والثاني: أنه ندبَ العباد إلى كثرة الذِّكر، فإن مِن علامة حبِّ اللَّه حبَّ ذكره، وفي الحديث: "مَن أحبَّ شيئًا أكثرَ من (^٣) ذكرِه" (^٤).
والثالث: أنه ذكر أنه ربُّ العالمين، فبيَّن أنَّ ربَّ العالَمين هو الرحمن (^٥) الذي يرزقهم في الدنيا، الرحيمُ الذي يغفر لهم في العُقبى، ولذلك ذكر بعدَه: ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾.

(^١) الجمهور على خفضهما، ونصمبهما زيد وأبو العالية وابن السميفع وعيسى بن عمر، ورفعهما أبو رزين العقيلي والربيع بن خثيم وأبو عمران الجوني. انظر: "البحر المحيط" لأبي حيان (١/ ٥٧).
(^٢) في (أ): "أن".
(^٣) "من" ليست في (ر).
(^٤) رواه ابن أبي الدنيا في "الزهد" (٥٣٤) عن رابعة. ورواه -كما في "المقاصد الحسنة" (ص: ٦١٩) - أبو نعيم ثم الديلمي من حديث مقاتل بن حيان عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن عائشة به مرفوعًا.
(^٥) في (ر): "الرحمن الرحيم".

1 / 112