التيسير في التفسير
التيسير في التفسير
پوهندوی
ماهر أديب حبوش وآخرون
خپرندوی
دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
۱۴۴۰ ه.ق
د خپرونکي ځای
أسطنبول
ژانرونه
تفسیر
المسجدِ حتى تَعلم سورةً ما أُنزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في القرآنِ مثلُها"، قال أُبَيٌّ: فجعلتُ أُبطئ في المشي رجاءَ ذلك، ثم قلتُ: يا رسولَ اللَّه! السورةَ التي (^١) وعَدْتني، قال: "كيف تقرأ إذا افتتحتَ الصَّلاةَ"، فقرأتُ عليه: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾، فقال النبيُّ ﷺ: "هي هذه السورة؛ وهي السَّبعُ المثاني والقرآنُ العظيم الذي أُعطيتُ" (^٢).
ورُوي: أنَّ عيرًا قَدمت مِن الشام لأَبي جهلٍ بمالٍ عظيمٍ، وهي سَبْع فرقٍ، ورسولُ اللَّه ﷺ وأصحابه يَنظرون إليها، وأكثرُ الصحابة بهم جوعٌ وعريٌ، فخطر ببالِ النبيِّ ﷺ شيءٌ لحاجة أصحابه (^٣)، فنزلَ قولُه تعالى: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي﴾؛ أي: مكانَ سبعِ قوافلَ لأبي جهلٍ، ﴿وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ (٨٧) لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ﴾؛ أي: هذا أبو جهلٍ لا يَنظرُ إلى ما أعطيناكَ مع جلالةِ هذه العطيَّةِ، فلمَ تَنظر إلى ما أَعطيناه (^٤) وهو متاعُ الدنيا الدنيَّة؟ وعَلِمَ اللَّهُ تعالى أنَّ تمنّيَه لم يكن لنفسِه بل لأصحابه، فقال: ﴿وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ﴾ وأَمَره بما يزيدُ نفعُه على نفعِ المال، فقال: ﴿وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [الحجر: ٨٧ - ٨٨]، فإنَّ تواضعَك أطيبُ لقلوبهم مِن ظَفَرهم بمحبوبِهم.
وأمَّا سورةُ الحمد: فلأنَّها (^٥) افتُتحت بالحمد، وفيها أمرٌ بالحمد، وتعليمُ كيفيَّةِ
(^١) في (ر): "الذي"، بدل: "السورة التي".
(^٢) رواه بهذا اللفظ مالك في "الموطأ" (١/ ٨٣)، وهذه القصة شبيهة بقصة أبي سعيد بن المعلى عند البخاري (٤٤٧٤)، وانظر ما جاء في الجمع بينهما في "فتح الباري" (٨/ ١٥٧).
(^٣) في (ر): "لأصحابه"، بدل: "لحاجة أصحابه".
(^٤) في (ف) و(أ): "أعطيته".
(^٥) بعدها في (أ): "لما".
1 / 83