التيسير في التفسير
التيسير في التفسير
پوهندوی
ماهر أديب حبوش وآخرون
خپرندوی
دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
۱۴۴۰ ه.ق
د خپرونکي ځای
أسطنبول
ژانرونه
تفسیر
محمد إسماعيلُ بنُ محمد النوحيُّ النسفيُّ (^١) ﵀ ورضيَ عنه- روَى لنا عن بعضِ أولادِ عليٍّ ﵁: أنَّ اللَّهَ تعالى لمَّا خلقَ القلمَ قال له: اكتُب بسمِ اللَّهِ الرَّحمن الرَّحيم، فلمَّا سمع اسمَ (^٢) (اللَّهِ) وَليَ القلمُ وانشقَّ نصفين، فوضعَ رأسَه على اللوحِ كذلك مشقوقًا ألفَ عامٍ حتى رَحِمه الرَّبُّ تعالى، فأَسمعه الاسمينِ: الرَّحمنِ والرَّحيم (^٣)، فالْتَأَمَ أحدُ الشِّقَّين بسماعِ أحدِ الاسمين، والْتَأَمَ الشِّقُّ الآخَرُ بسماعِ الاسمِ الآخَرِ.
وقالوا في حذفِ الألفِ مِن (بسم): هي سقطةُ حَيْرة، وفيها نقطةُ فِكْرة؛ أي: حارَ القلمُ فحذفَ الألفَ في الكتابة، فصارت هذه السَّقطةُ نُقطةَ فِكرة لأهل الكتابة.
وقالوا: أَوجدَ اللَّهُ الأشياءَ بإلهيَّته، وأَمسكها برحمتِه، فما مِن نعمةٍ على الأوَّلين ولا على الآخِرِين، ولا في الدنيا ولا في الآخرة، إلَّا برحمتِه، كان (^٤) غفرانُ آدمَ وحوَّاء برحمتِه، قال تعالى خبرًا (^٥) عنهما: ﴿وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [الأعراف: ٢٣]، وكذا في حقِّ نوحٍ ﵇ فإنَّه قال: ﴿وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [هود: ٤٧]، وكذا في حقِّ موسى وهارون
(^١) هو إسماعيل بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن محمد بن نوح، كتب الحديث بسمرقند، وجلس فيها للعامة كثيرًا، وخطب على منبر سمرقند، سمع أبا العباس جعفر بن محمد بن المعتز المستغفري الحافظ، توفي سنة (٤٨١ هـ) بسمرقند، وعاش تسعًا وخمسين سنة. انظر: "الأنساب" للسمعاني (٥/ ٥٣١)، و"تاريخ الإسلام" للذهبي (٣٣/ ٥١).
(^٢) في (أ): "فبسماع اسم"، وفي (ف): "فبسماع اسمه".
(^٣) في (ف): "الرحمن الرحيم".
(^٤) في (ر): "وكان".
(^٥) في (ر): "مخبرًا".
1 / 61