التيسير في التفسير
التيسير في التفسير
پوهندوی
ماهر أديب حبوش وآخرون
خپرندوی
دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
۱۴۴۰ ه.ق
د خپرونکي ځای
أسطنبول
ژانرونه
تفسیر
وقال ﵇: "مَن أحبَّ شيئًا أَكثَرَ مِن (^١) ذِكْره" (^٢)، واللَّهُ تعالى أحبَّك فأَكثَرَ ذِكْرَك وعدَّ أسماءَك الحَسَنة، وأنتَ تحبُّه فادْعُهُ بأسمائه الحسنى.
وقد أَمَرَ اللَّهُ تعالى بذِكْر اسمِه على الإطلاق: ﴿وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا﴾ [المزمل: ٨]، ثم خصَّ الزمانَ بقوله: ﴿وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا﴾ [الإنسان: ٢٥]، والمكانَ فقال تعالى: ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ﴾ الآيةَ [النور: ٣٦]، والمحلَّ فقال: ﴿فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ﴾ [الحج: ٣٦]، وأَثبت به الحِلَّ فقال: ﴿فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ﴾ [الأنعام: ١١٨]، وحرَّم ما لا (^٣) يُذكَر اسمُ اللَّهِ عليه فقال: ﴿وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ﴾ [الأنعام: ١٢١].
ومَن خُتم له باسمِ اللَّهِ ماتَ سعيدًا، ومَن وُضعَ في قبرِه فقيل: باسمِ اللَّه وعلى ملَّةِ رسولِ اللَّه، لُقِّنَ الجوابَ ولقيَ الثوابَ، ومَن أُعطيَ كتابَه في القيامة وأُريد به الخيرُ، أُلهمَ أنْ يقول: بسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ.
وفي الخبر: أنَّ عبدًا يُؤتَى كتابَه فيقول: بسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، فيَنْشرُه فإذا هو أبيضُ لا شيءَ فيه، فيُقالُ له: كان مملوءًا سيئاتٍ فمُحيَ ببركةِ التسمية، وإذا مرَّ على الصراطِ وأُريدَ به الخيرُ أُلهمَ أنْ يقول: بسم اللَّه الرحمن الرحيم (^٤).
وفي الخبر: أنَّ المؤمنينَ إذا وَضعوا أقدامَهم على الصِّراط يقولون: بسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، فيمرُّون عليها وثيابُهم نَديَّةٌ مِن العَرَق.
(^١) "من" ليست في (ف). (^٢) رواه أبو نعيم والديلمي كما في "المقاصد الحسنة" (ص: ٦١٩) من حديث عائشة ﵂ مرفوعًا، وانظر: "ضعيف الجامع". (^٣) في (ف): "لم". (^٤) في (أ) و(ف): "أن يقول هذا".
1 / 50