168

التيسير في التفسير

التيسير في التفسير

پوهندوی

ماهر أديب حبوش وآخرون

خپرندوی

دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

۱۴۴۰ ه.ق

د خپرونکي ځای

أسطنبول

ژانرونه

تفسیر
وهذا إضمارٌ (^١) ثابت بالبديهة، فإنَّ الاستعاذة للتحرُّز عن وسوسةِ الشيطان عند قراءةِ القرآن، وذلك بالتقديم لا بالتأخير، وهذا شائعٌ (^٢) في اللغة، قال الشاعر: إذا طحَنْتِ فابْدَئِي بالمَيْمَنةْ (^٣) وذلك مقدَّمٌ لا مؤخَّر. وقال بعض أهل الإلحاد: إنكم رَوَيتُم عن النبيِّ ﷺ أنه قال: "إنَّ الشيطان ليَهربُ من البيت الذي يُقرأ فيه القرآن" (^٤) فأيُّ حاجةٍ إلى الاستعاذة منه (^٥)؟ قلنا: عنه أجوبةٌ: أحدها: أنَّا تُعُبِّدْنا به فلا عُدولَ عنه بمثلِ هذا. والثاني: أن هذا الوعدَ في حقِّ مَن قرأه وعَمِلَ به، فقد قال ﷺ: "إذا لم يَنْهَكَ القرآنُ فلستَ بقارئ" (^٦)، وفي العمل به خللٌ، فلم يَثِقْ بنيله (^٧)، فلا يُستغنى عن سؤاله.

(^١) في (ر): "إخبار". (^٢) في (ر): "وهذا سائغ"، وفي (ف): "وهو سائغ". (^٣) لم أقف عليه. (^٤) رواه مسلم (٧٨٠) من حديث أبي هريرة ﵁ بلفظ: "إنَّ الشيطانَ يَنْفِرُ من البيتِ الذي تُقرأُ فيه سورةُ البقرةِ". (^٥) "منه" من (أ). (^٦) رواه الطبراني في "مسند الشاميين" (١٣٤٥) من حديث عبد اللَّه بن عمرو ﵄ وسنده ضعيف كما قال العراقي في "تخريج أحاديث الإحياء" (١/ ٢٢٣). ورواه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص: ١٣٣) من طريق نافع أبي سهيل عن النبي ﷺ، وهو مرسل، ونافع هذا هو ابن مالك بن أبي عامر الأصبحي. ورواه أبو عبيد أيضًا في "فضائل القرآن" (ص: ١٣٤) عن الحسن بن علي قوله. (^٧) في (أ): "فلا يبق"، وفي (ر): "فلا تثق بنيله".

1 / 21