23

التعريف بما أنست الهجرة من معالم دار الهجرة

التعريف بما أنست الهجرة من معالم دار الهجرة

پوهندوی

أ د سليمان الرحيلي

خپرندوی

دارة الملك عبد العزيز

د خپرونکي ځای

الرياض - السعودية

ژانرونه

وبعد فإن العناية بالمدينة الشريفة متعينة، والرعاية لعظيم حرمتها لكل خير متضمنة، والوسيلة بنشر شرفها شافعة، والفضيلة لأشتات معاهدها جامعة، لأنها طابة (^١) ذات الحجرة المُفَضلة، ودار الهجرة المُكَمَّلة، وحَرَم النبوة المُشرفة بالآيات المُنزَّلة، والمسجد الذي تشد إليه الرِّحال المُرقِلَة (^٢). والبقعة التي تهبط (^٣) الأملاك عليها، والمدينة التي يأْرِزُ الإيمان إليها (^٤)، والمسجد الذي تفوح أرواح نجد من ثياب زائريه (^٥)، والمورد الذي لا يَروى (^٦) من الشوق غُلّة (^٧) واردِيه، والعَرصة (^٨) التي خَصَّها الله تعالى ﷿ بالنبي الأطهر، والحُوْمة (^٩) التي فيها الروضة المُقدسة، بين القبر والمنبر، والتربة التي سَمت بساكنها على الآفاق، وفَضُلَتْ بِقاعَ الأرض على الإطلاق (^١٠)، فهي كما قيل: جَزَم الجميع بأنّ خيرَ الأرض ما … قد حاط ذاتَ المُصطفى وحَواها

(^١) طابة: بتخفيف الباء اسم من أسماء المدينة بمعنى طيِّبة، وطابة وطيبة بإسكان الوسط وطيبة بتشديده كلها من أسمائها متشابهة في اللفظ والمعنى، وفي الحديث الصحيح «إن الله سمى المدينة طابة». مسلم: صحيحة ج ٢ ص ١٠٠٧؛ السمهودي ج ١ ص ١٦. (^٢) المرقلة: أي المسرعة. (^٣) في أيمن هذه الصفحة بالأصل تعليق باللغة التركية، وإشارة إلى أصل الفعل يأرز في الصحاح للجوهري. (^٤) هذه الجملة مأخوذة من الحديث الصحيح «إن الإيمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها». البخاري: ج ٢ ص ٦٦٣ (^٥) اشتهرت نجد عند العرب بروائح زهورها البرية من خُزامى ونَفْل ونحوها، والمؤلف يشير إلى ذلك. (^٦) في (ب) و(ص) لا تروي. (^٧) غلة: أي عطش. الفيروزآبادي: القاموس المحيط ج ٣ ص ٤١٢. (^٨) العرصة: الأرض الواسعة بين الدور والجبال ونحوها ومعناها هنا البقعة. (^٩) الحومة: تأتي بالفتح وصف للرمل الكثير أو أشد موضع فيه أي بؤرته، وتأتي بالضم بمعنى البِلَّور. المصدر السابق ج ٣ ص ٧٤٦. (^١٠) بالغ المؤلف هنا في الوصف، وكان ينبغي عليه أن يستثني مكة، فالثابت شرعًا أنَّها أحب البقاع إلى الله.

1 / 40