159

التقصي لما في الموطأ من حديث النبي ﷺ

التقصي لما في الموطأ من حديث النبي ﷺ

پوهندوی

فيصل يوسف أحمد العلي والطاهر الأَزهر خذيري

خپرندوی

وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

۱۴۳۳ ه.ق

د خپرونکي ځای

الكويت

فجاءت سهلة بنت سهيل وهي امرأة أبي حذيفة وهي من بني عامر بن لؤي إلى رسول الله ﷺ فقالت: يا رسول الله! كنا نرى سالمًا ولدًا وكان يدخل عليّ وأنا فُضُلٌ في ثوب واحد، وليس لنا إلا بيت واحد، فماذا ترى في شأنه؟ فقال رسول الله ﷺ فيما بلغنا: "أَرْضِعِيهِ خَمْسَ رَضْعَاتٍ" فَتَحَرَّمَ (١) بِلَبَنِهَا، وكانت تراه ابنًا من الرضاعة، فأخذت بذلك عائشة أم المؤمنين فيمن كانت تحب أن يدخل عليها من الرجال، فكانت تأمر أختها أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق وبنات أخيها أن يرضعن من أحبت أن يدخل عليها من الرجال، وأبي سائر أزواج رسول الله ﷺ أن يدخل عليهن بتلك الرضاعة أحد من الناس، وَقُلْنَ: لَا وَاللهِ ما نُرَى الَّذِي أَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللهِ ﷺ سَهْلَةَ بِنْتَ سُهَيْلٍ إِلَّا رُخْصَةً مِنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ فِي رَضَاعَةِ سَالِمٍ وَحْدَهُ، لَا وَاللهِ لَا يَدْخُلُ عَلَيْنَا بِهَذِهِ الرَّضَاعَةِ أَحَدٌ" (٢).
فعلى هذا كان أزواج النبي ﷺ في رضاعة الكبير.
١٨٥ - مالكُ، عن ابن شهاب عن عروة عن عبد الرحمن بن

(١) قال القاضي عياض في "مشارق الأنوار" (١/ ١٩٠): "كذا لأكثر رواة الموطأ عن يحيى، بفتح التاء باثنتين فوقها وفتح الحاء وشدّ الراء" ورواه أبو عمر "فَتَحْرُمُ"، على الفعل المستقبل، وهو أظهر؛ لأن هذا اللفظ ليس من النبيّ ﷺ إنما أخبر بذلك الراوي عن حال سالم بعد الرضاع.
(٢) الموطأ (١٢٦٥) وهو مرسل عنده، ليس فيه عائشة.
قال الحافظ ابن عبد البر في "التمهيد" (٨/ ٢٥٠): "هذا حديث يدخل في المسند، للقاء عروة عائشة وسائر أزواج النبي ﷺ، وللقائه سهله بنت سهيل، وقد رواه عثمان بن عمر عن مالك مختصر اللفظ متصل الإسناد".

1 / 139