التحرير في شرح مسلم
ایډیټر
إبراهيم أيت باخة
خپرندوی
دار أسفار
شمېره چاپونه
الأولى
د چاپ کال
۱۴۴۲ ه.ق
د خپرونکي ځای
الكويت
ژانرونه
المبحث الرابع
تحديد القدر الذي أملاه الابن
وأما القدر الذي شرحه محمدُ بنُ إسماعيلَ (الابن) من صحيح مسلم فقال الذَّهبي: (فَأْمَلَى فِي شَرح كلِّ وَاحِدٍ مِنْهُما صَدْرًا صَالحاً)(١)، والظاهر أنه كان يملي شرح الصحيحين جميعا، كأن له مجلسين يراوح بينهما، أحدهما لصحيح البخاري، والآخر لصحيح مسلم، ولو قدَّم أحدهما على الآخر لكان الأول تامًّا، أو لم يكن قد شرع في الثاني.
فيحتمل أن يكون مبلغه من شرح الصحيحين واحداً متقارباً، وهو كتاب الإيمان، فإنه توفي قبل أن يستوفيَ الكلام عن الحديث الثامن والأربعين من صحيح البخاري.
ولعل هذا الافتراض غيرُ مسلم، وإن بدا منطقيا، فقد نقل النووي في تهذيب الأسماء واللغات نقلاً نفيساً عن كتاب التحرير، وهو من كتاب الصلاة، وفيه نفَس الأصبهاني الابن تقعيداً وأسلوباً، وزاده النووي تأكيدا بأن صدَّره باسم صاحبه فقال: (وَقَالَ الإِمَامُ أَبُو عبدِ اللهِ صَاحبُ التَّحرِيرِ فِي شَرحٍ صَحِيحٍ مُسلِمٍ: في آمين لغتان: فَتَحُ الأَلِفِ مِن غَيرِ مَّدٍّ، وَالثَّانِيَةُ: بِالمَدِّ، وَهِيَ مَينِيّةٌ، قَالَ بَعضُهُم: بُنِيَت لِأَنَّهَا لَيسَت عَرَبِيَّة، أَو أَنَّها اسمُ فِعلٍ حَصَه ومَه، أَلَا تَرَى أَنَّ مَعنَاهَا: اللَّهُمَّ اسْتَجِب، وَأَعطِنَا مَا سَأَلِنَاكَ، وَقَالُوا: إِنَّ مَجِيءَ آمِينَ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّها لَيسَت عَرَبِيَّة،
(١) تاريخ الإسلام: ٦٢٣/١١.
33