46

Ibn Hisham's Biography of the Prophet

السيرة النبوية لابن هشام

پوهندوی

طه عبد الرؤوف سعد

خپرندوی

شركة الطباعة الفنية المتحدة

ژانرونه

سيرت
وَهَذِهِ الْأَبْيَاتُ فِي أُرْجُوزَةٍ لَهُ.
ذَكَرَ بَعْضُ الْمُفَسِّرِينَ أَنَّهُمَا كَلِمَتَانِ بِالْفَارِسِيَّةِ، جَعَلَتْهُمَا الْعَرَبُ كَلِمَةً وَاحِدَةً، وَإِنَّمَا هُوَ سَنْج وجِلّ يَعْنِي بِالسَّنْجِ: الحجر، وبالجل: الطِّينَ، يَعْنِي الْحِجَارَةُ مِنْ هَذَيْنِ الْجِنْسَيْنِ: الْحَجَرِ وَالطِّينِ. والعَصْف: وَرَقُ الزَّرْعِ الَّذِي لَمْ يُقَصَّب، وَوَاحِدَتُهُ عَصْفَة. قَالَ: وَأَخْبَرَنِي أَبُو عُبَيدة النَّحْوِيُّ أَنَّهُ يُقَالُ لَهُ العُصافة والعَصيفة. وَأَنْشَدَنِي لعَلْقَمة بن عَبَدَة أحد بني ربيعة بن مالك بن زيد مَنَاةَ بْنِ تَمِيمٍ:
تَسقى مَذانبَ قَدْ مَالَتْ عَصيفتُها ... حَدُورُها مَنْ أتِيِّ الماءِ مَطْمومُ١
وَهَذَا الْبَيْتُ فِي قَصِيدَةٍ لَهُ. وَقَالَ الرَّاجِزُ:
فَصُيِّروا مثلَ كعصْف مَأْكُولِ
قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: وَلِهَذَا البيت تفسير في النحو٢.
وإيلاف قريش: إلفهم الْخُرُوجَ إلَى الشَّامِ فِي تِجَارَتِهِمْ، وَكَانَتْ لَهُمْ خَرْجتان: خَرْجة فِي الشِّتَاءِ، وخَرْجة فِي الصَّيْفِ. أَخْبَرَنِي أَبُو زَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ: أَنَّ الْعَرَبَ تَقُولُ: ألفت الشيء إلْفًا، وآلفته إيلافًا، مَعْنًى وَاحِدٍ: وَأَنْشَدَنِي لِذِي الرُّمَّة:
مِنْ المؤْلِفات الرملَ أدماءُ حُرَّة ... شُعاعُ الضُّحَى فِي لونِها يتوضَّحُ
وَهَذَا الْبَيْتُ فِي قَصِيدَةٍ لَهُ. وَقَالَ مَطْرُودُ بْنُ كَعْبٍ الخُزاعى:
المُنْعَمين إذَا النجومُ تغيَّرت ... وَالظَّاعِنِينَ لرحلةِ الْإِيلَافِ
وَهَذَا الْبَيْتُ فِي أَبْيَاتٍ لَهُ، سَأَذْكُرُهَا فِي مَوْضِعهَا إنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى. وَالْإِيلَافُ أَيْضًا: أَنْ يَكُونَ لِلْإِنْسَانِ أَلْفٌ مِنْ الْإِبِلِ؛ أَوْ الْبَقَرِ، أَوْ الْغَنَمِ، أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ. يُقَالُ: آلَفَ فُلَانٌ إيلَافًا. قَالَ الكُمَيْت بْنُ زَيْدٍ، أَحَدُ بَنِي أَسْدِ بْنِ خُزَيمة بْنِ مُدْرِكة بْنِ إلياس بن مضر بن نزار بن معد:

١ مذانب: مسايل، حدورها: ما انحدر منها، ويروى جدورها: أي الحواجز التي تحبس الماء. والأتي: الماء يأتي من بعيد. والمطموم: الماء المرتفع.
٢ تفسيره: أن الكاف تكون حرف جر، وتكون اسْمًا بمعنى: مثل، وبذلك أنها حرف: انظر ذلك مفصلًا في: "الروض الأنف للسهيلي بتحقيقنا ج١ ص٧٥".

1 / 49