Ibn Hisham's Biography of the Prophet
السيرة النبوية لابن هشام
پوهندوی
طه عبد الرؤوف سعد
خپرندوی
شركة الطباعة الفنية المتحدة
ژانرونه
سيرت
بينَ حِراءَ وثَبِيرٍ فالْبِيدْ ... يَحْبِسها وَهِيَ أولاتُ التّطْريدْ١
فضَمَّها إلَى طماطِمٍ سودْ ... أخْفِره يَا ربِّ وَأَنْتَ مَحْمُودْ٢
قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: هذا ما صَحَّ لَهُ مِنْهَا، وَالطَّمَاطِمُ: الْأَعْلَاجُ٣.
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ. ثُمَّ أَرْسَلَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ حَلْقَةَ بَابِ الْكَعْبَةِ، وَانْطَلَقَ هُوَ وَمَنْ مَعَهُ مِنْ قُرَيْشٍ إلَى شَعَف الْجِبَالِ فتحرَّزوا فِيهَا يَنْتَظِرُونَ ما أبرهة فاعل بمكة إذا دخلها.
أبرهة يهاجم الكعبة: فَلَمَّا أَصْبَحَ أَبْرَهَةُ تهيَّأ لِدُخُولِ مَكَّةَ، وَهَيَّأَ فيلَه، وعبَّى٤ جيشَه -وَكَانَ اسمُ الْفِيلِ مَحْمُودًا- وَأَبْرَهَةُ مُجْمِع لِهَدْمِ الْبَيْتِ، ثُمَّ الِانْصِرَافِ إلَى الْيَمَنِ. فَلَمَّا وَجَّهُوا الْفِيلَ إلَى مَكَّةَ، أَقْبَلَ نُفَيل بن حبيب٥ حتى قام إلى جنب الفيل ثم أخذه بِأُذُنِهِ، فَقَالَ: ابركْ٦ مَحْمُودُ، أَوْ ارْجِعْ رَاشِدًا مِنْ حَيْثُ جِئْتَ، فَإِنَّكَ فِي بَلَدِ اللَّهِ الْحَرَامِ، ثُمَّ أَرْسَلَ أُذُنَهُ. فَبَرَكَ الْفِيلُ، وَخَرَجَ نُفَيْل بْنُ حَبِيبٍ يَشْتَدُّ حَتَّى أصْعَد فِي الْجَبَلِ، وَضَرَبُوا الْفِيلَ لِيَقُومَ فَأَبَى، فَضَرَبُوا فِي رأسه بالطَّبَرْزين٧،
١ حراء وثبير: جبلان بالحجاز.
٢ أخْفِرْه: أي انقض عزمه وعهده فلا تؤمنه.
٣ الأعلاج: جمع علج -الرجل من كفار العجم.
٤ يقال: عبّى الجيش بغير همزة وعبأ المتاع بالهمزة، وقد حكي عبات الجيش بالهمز وهو قليل.
٥ وقيل هو نفيل بن عبد الله بن جَزء بن عامر بن مالك بن واهب بن جليحة بن أكلب بن ربيعة بن عفرس بن جلف بن أفتل، وهو: خثعم، كذلك نسبه البرقي. ونفيل من المسمين بالنبات وهو تصغير نفل وهو نبت منبسط على الأرض.
٦ الفيل لا يبرك، فيحتمل أن يكون بروكه: سقوطه إلى الأرض، لما جاءه من أمر الله سبحانه، ويحتمل أن يكون فَعَل فِعل البارك الذي يلزم موضعه، ولا يبرح، فعبر بالبروك عن ذلك، وقد سمعت من يقول: إن في الفيلة صنفًا منها يبرك كما يبرك الجمل.
٧ الطبرزين: آلة من الحديد.
1 / 46