Ibn Hisham's Biography of the Prophet
السيرة النبوية لابن هشام
ایډیټر
طه عبد الرؤوف سعد
خپرندوی
شركة الطباعة الفنية المتحدة
ژانرونه
سيرت
سبب تسمية عبد المطلب باسمه: فَوَلَدَتْ لِهَاشِمِ: عَبْدَ الْمُطَّلِبِ، فَسَمَّتْهُ شَيْبة، فَتَرَكَهُ هَاشِمٌ عِنْدَهَا حَتَّى كَانَ وَصيفًا١ أَوْ فَوْق ذَلِكَ، ثُمَّ خَرَجَ إلَيْهِ عَمُّهُ الْمُطَّلِبُ؛ لِيَقْبِضَهُ، فيُلحقه بِبَلَدِهِ وَقَوْمِهِ فَقَالَتْ لَهُ سَلْمى: لستُ بِمُرْسَلَتِهِ مَعَكَ، فَقَالَ لَهَا الْمُطَّلِبُ: إنِّي غَيْرُ مُنصرف حَتَّى أَخْرُجَ بِهِ مَعِي إنَّ ابْنَ أَخِي قَدْ بَلَغَ، وَهُوَ غَرِيبٌ فِي غَيْرِ قَوْمِهِ، وَنَحْنُ أَهْلُ بَيْتِ شَرَفٍ فِي قَوْمِنَا؛ نلي كثيرًا من أمرهم؛ وَقَوْمُهُ وَبَلَدُهُ وَعَشِيرَتُهُ خَيْرٌ لَهُ مِنْ الْإِقَامَةِ فِي غَيْرِهِمْ، أَوْ كَمَا قَالَ. وَقَالَ شَيْبة لِعَمِّهِ الْمُطَّلِبِ -فِيمَا يَزْعُمُونَ- لَسْتُ بِمُفَارِقِهَا إلَّا أَنْ تأذنَ لِي، فَأَذِنَتْ لَهُ، وَدَفَعَتْهُ إلَيْهِ، فَاحْتَمَلَهُ، فَدَخَلَ بِهِ مَكَّةَ مُرْدِفه مَعَهُ عَلَى بَعِيرِهِ، فَقَالَتْ قُرَيْشٌ: عَبْدُ الْمُطَّلِبِ ابْتَاعَهُ، فَبِهَا سُمي شَيْبة: عَبْدَ الْمُطَّلِبِ. فَقَالَ الْمُطَّلِبُ: وَيْحَكُمْ! إنَّمَا هُوَ ابْنُ أَخِي هَاشِمٍ، قَدِمْتُ بِهِ من المدينة.
وفاة المطلب: ثُمَّ هَلَكَ الْمُطَّلِبُ برَدْمان مِنْ أَرْضِ الْيَمَنِ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْعَرَبِ يَبْكِيهِ:
قَدْ ظَمِئَ الحجيجُ بعدَ المطلب ... بعدَ الجفانِ والشراب المُنْثَغِبْ
ليت قريشًا بعده على نَصَبْ
مطرود يبكي المطلب وبني عبد مناف: وَقَالَ مَطْرُودُ بْنُ كَعْبٍ الْخُزَاعِيُّ، يَبْكِي الْمُطَّلِبَ وَبَنِيَّ عَبْدِ مَنَافٍ جَمِيعًا حِينَ أَتَاهُ نَعْيُ نَوْفل بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، وَكَانَ نَوْفَلٌ آخِرَهُمْ هُلكًا:
يَا لَيْلَةً هَيَّجْتِ لَيْلَاتِي ... إحْدَى لياليَّ القَسِيَّاتِ٢
وَمَا أُقَاسِي مِنْ هُمُومٍ، وَمَا ... عالجتُ من رُزْءِ المنيَّاتِ
إنما تذكرتُ أَخِي نَوْفَلًا ... ذكَّرني بالأوَّليَّاتِ
ذَكَّرَنِي بالأزْرِ الحمر والـ ... ـأردية الصُّفر القشيباتِ
أربعةٌ كلهمُ سَيِّدُ ... أبناءُ ساداتٍ لساداتِ
١ الوصيف: الغلام دون المراهقة.
٢ القسيات: فعيلات من القسوة: أي: لا لين عندهن، ولا رأفة فيهن، ويجوز أن يكون عندهم من الدرهم القسي، وهو الزائف، وقد قيل في الدرهم القسي: إنه أعجمي معرب، وقيل: هو من القساوة؛ لأن الدرهم الطيب ألين من الزائف، والزائف أصلب منه. ونصب ليلة على التمييز.
1 / 127