Al-Shafi'i: His Life and Era – His Opinions and Jurisprudence
الشافعى حياته وعصره – آراؤه وفقهه
خپرندوی
دار الفكر العربي
د ایډیشن شمېره
الثانية
د چاپ کال
۱۳۹۸ ه.ق
وأوتى علم الحديث فحفظ موطأ مالك، وضبط قواعد السنة وفهم مراميها والاستشهاد بها(١). ومعرفة الناسخ والمنسوخ منها، وأوتى فقه الرأى والقياس، ووضع ضوابط القياس والموازين، لمعرفة صحيحه وسقيمه، وكان هو يدعو إلى طلب العلوم، فقد كان يقول: من تعلم القرآن عظمت قيمته، ومن كتب الحديث قويت حجته، ومن نظر فى الفقه نبل قدره، ومن نظر فى اللغة رق طبعه، ومن نظر فى الحساب جزل رأيه. ومن لم يصن نفسه لم ينفعه علمه.
وكان مجلسه للعلم جامعاً للنظر فى عدد من العلوم، قال الربيع بن سليمان: ((كان الشافعى رحمه اللّه يجلس فى حلقته إذا صلى الصبح، فيجيئه أهل القرآن فإذا طلعت الشمس قاموا، وجاء أهل الحديث فيسألونه تفسيره ومعانيه، فإذا ارتفعت الشمس قاموا، فاستوت الحلقة للمذاكرة والنظر، فإذا ارتفع الضحى تفرقوا، وجاء أهل العربية والعروض والنحو والشعر فلا يزالون إلى قرب انتصاف النهار.
٢٤ - من أين جاءت للشافعى كل هذه المعرفة، ومن الذى أوصله إلى هذه المنزلة من العلم، والتأثير فى جيله، حتى صار القطب الذى يدورون حوله، ويتجهون صوبه، ويقصدون إليه؟
(١) لعلمه بمعانى السنة كان يسأله شيوخه أحيانا عما يغمض مما يتصل علمه بالعربية وأخبار العرب جاء فى معجم ياقوت: (تحدث بحديث عن النبى صلى الله عليه وسلم: (أقروا الطير على مكناتها) وكان الشافعى الى جانب ابن عينية فالتفت اليه فقال: يا أبا عبد الله ما معنى قول النبى صلى الله عليه وسلم: أقروا الطير على مكناتها، فقال الشافعى: ان علم العرب كان فى زجر الطير والحظ والاعتياف، كان أحدهم اذا غدا من منزله يريد أمرا نظر أول طير يراه، فان سنح عن يساره فاجتاز عن يمينه قال هذا طير الأيامن، فمضى فى لاجته ورأى أنه يستنجحها، وان سنح عن يمينه فمر عن يساره قال هذا طير الأشائم فرجع وقال هذه حال مشئومة، فيشبه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (أقروا الطير على مكناتها) أى لاتهيجوها، فان تهيجها، وما تعلمون به من الطيرة لا يصنع شيئا، وانما يصنع فيما توجهون فيه قضاء الله عز وجل.
35