Al-Sahih al-Mathur fi Alam al-Barzakh wal-Qubur
الصحيح المأثور في عالم البرزخ والقبور
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م
ژانرونه
بكاء النّبيّ ﷺ على ولد ابنته ﵂ -
وبكى المصطفى ﷺ على ابن ابنته (١)، فقد أرسلت إلى أبيها النَّبيِّ ﷺ رسولًا يخبره أنَّ ابنها في النّزْعِ وتطلب منه أن يأتيها، فأَرْسَلَ يقرئها السَّلام ويأمرها بالصَّبر والاحتساب، فأرسلت إليه تقسم عليه ليأتينَّها ترجو مواساته لها، فَقَامَ وَمَعَهُ رجال، فَرُفِعَ إِلَى رَسُولِ الله ﷺ ولدها، وهو في الموت، وَنَفْسُهُ تضطرب، فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ ﷺ.
عَنِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، ﵄، قَالَ: أَرْسَلَتِ ابْنَةُ النَّبِيِّ ﷺ إِلَيْهِ إِنَّ ابْنًا لِي قُبِضَ،
فَأْتِنَا، فَأَرْسَلَ يُقْرِئُ السَّلامَ، وَيَقُولُ: إِنَّ لله مَا أَخَذَ، وَلَهُ مَا أَعْطَى، وَكُلٌّ عِنْدَهُ بِأَجَلٍ مُسَمًّى، فَلْتَصْبِرْ، وَلْتَحْتَسِبْ، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ تُقْسِمُ عَلَيْهِ لَيَأْتِيَنَّهَا، فَقَامَ وَمَعَهُ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ، وَمَعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَرِجَالٌ، فَرُفِعَ إِلَى رَسُولِ الله ﷺ الصَّبِيُّ وَنَفْسُهُ تَتَقَعْقَعُ - قَالَ: حَسِبْتُهُ أَنَّهُ قَالَ كَأَنَّهَا شَنٌّ (قرْبَة خَلِقَة يَابِسَة) - فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ، فَقَالَ سَعْدٌ: يَا رَسُولَ الله، مَا هَذَا؟ فَقَالَ: هَذِهِ رَحْمَةٌ جَعَلَهَا الله فِي قُلُوبِ عِبَادِهِ، وَإِنَّمَا يَرْحَمُ الله مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ" (٢).
ولعلّ سائلًا يسأل: لماذا امتنع ﷺ أوّلًا، وهو يعلم أنَّ الأمر جَلَل والمصابَ فادحٌ، وأنَّ رؤيتها له ووقوفه معها في هذه السَّاعة يدفع عنها شيئًا ممَّا هي فيه من الألم؟ والجواب، لاشك أنَّ مكانة ابنته عنده عظيمة، لكنّ النَّبيَّ ﷺ لم يكن مَقْصُورًا على أهل بيته، وإنَّما للنَّاس كافَّة، وربَّما كان عنده ساعتها مِن الْأُمُورِ
(١) اختلف فيها، ولعلّها رقيّة، وابنها هو عبدالله بن عثمان بن عفّان.
(٢) البخاري "صحيح البخاري" (ج ٢/ص ٧٩/رقم ١٢٨٤) كِتَابُ الجَنَائِزِ.
1 / 177