168

Al-Sahih al-Mathur fi Alam al-Barzakh wal-Qubur

الصحيح المأثور في عالم البرزخ والقبور

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م

ژانرونه

وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُقِيمٍ (٤٥)﴾ [الشّورى].
ويذهب حرّها: استصغار المصيبة، فقد يَظُنُّ ظَانٌّ أنَّ المصيبة بالولد ونحوه أعظم المصائب، والحقيقة أنَّ مصابنا بفقد النَّبيِّ ﷺ أعظم من ذلك، قال ﷺ: "فَأَنَا فَرَطُ أُمَّتِي، لَمْ يُصَابُوا بِمِثْلِي" (١)، وصدق حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ ﵁:
وَمَا فَقَدَ المَاضُونَ مِثْلَ مُحَمَّدٍ ... وَلَا مِثْلُهُ حَتَّى الْقِيَامَةِ يُفْقَدُ (٢)
والمصيبة بالدِّين أعظم كذلك، ولذلك كان من دعاء النَّبيِّ ﷺ: "وَلَا تَجْعَلْ مُصِيبَتَنَا فِي دِينِنَا" (٣)، ولعلّ المصيبة بالعرض تفوق المصيبة بفقد الولد ونحوه، أَجَارَنَا الله تعالى مِنْ مُضِلَّاتِ الْفِتَنِ، ولا أنسانا المصيبة بأعظم منها حاشا مصابنا به ﷺ.
ويذهب حرّها: أَنْ تعلم أَنَّ ذهاب أجر الصَّبر على المصيبة أعظم من المصيبة نفسها، فالجزع لا يزيدك إلّا خسارًا وتبارًا، فضلًا عن أنَّ الجزع فيه مغضبة للرَّب، ومرضاة للشّيطان، ومسرَّة للحاقدين والأعداء، ومساءة لِلْأَقْرَبِينَ وَالْأَخِلَّاء.
إحداد المرأة على غير زوجها ثلاث ليال وعلى زوجها أربعة أشهر وعشرًا
لمَّا جَاءَ خبر موت أَبِي سُفْيَانَ (صخر بن حرب) والد أمّ حَبِيبَة ﵂، دعت أُمُّ حَبِيبَةَ ﵂ فِي اليَوْمِ الثَّالِثِ بِطِيبٍ، فَمَسَحَتْ جانبي وجهها وذِرَاعَيْهَا،

(١) أحمد "المسند" (ج ٥/ص ٢١٣/رقم ٣٠٩٨) إسناده حسن.
(٢) "ديوان حسّان بن ثابت ﵁ " (ص ٦٤).
(٣) التّرمذي "سنن التّرمذي" (ص ٧٩٥/رقم ٣٥٠٢) وقال: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ.

1 / 169