Al-Sahih al-Mathur fi Alam al-Barzakh wal-Qubur
الصحيح المأثور في عالم البرزخ والقبور
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م
ژانرونه
ولمّا ثَقُلَ النَّبِيُّ ﷺ، قَالَتْ فَاطِمَةُ ﵍: "وَا كَرْبَ أَبَاهُ، فَقَالَ لَهَا: لَيْسَ عَلَى أَبِيكِ كَرْبٌ بَعْدَ اليَوْمِ" (١)، ولم ينكر عليها ذلك.
فَلَمَّا مَاتَ قَالَتْ: "يَا أَبَتَاهُ، أَجَابَ رَبًّا دَعَاهُ، يَا أَبَتَاهْ، مَنْ جَنَّةُ الفِرْدَوْسِ، مَأْوَاهْ يَا أَبَتَاهْ إِلَى جِبْرِيلَ نَنْعَاهْ، فَلَمَّا دُفِنَ، قَالَتْ فَاطِمَةُ ﵍: يَا أَنَسُ أَطَابَتْ أَنْفُسُكُمْ أَنْ تَحْثُوا عَلَى رَسُولِ الله ﷺ التُّرَابَ؟ ! " (٢)،
وقَالَ أنس ﵁: "مَا نَفَضْنَا عَنْ رَسُولِ الله ﷺ الْأَيْدِي حَتَّى أَنْكَرْنَا قُلُوبَنَا" (٣).
فإظهار الحزن والأسى والأسف على المصيبة جائز إذا لم يخرج عن معنى الرِّضا ويدخل في معنى السَّخط، وهذا نبيّ كريم يعقوب ﵇، يقول: ﴿يَاأَسَفَا عَلَى يُوسُفَ ... (٨٤)﴾ ... [يوسف].
والبكاء لا يضرُّ ما دام القلب راضيًا، بل إسبال الدَّمع يردُّ وطأة الأحزان، والدُّموع على الشّجو والأشجان أعوان، والدّموع الهوامع رحمة، لكن هناك صفة للبكاء يُعَذَّب عليها، وهي أن يقول العبد مَا لَا يُرْضِي الرَّبَّ، قال ﷺ: " أَلا تَسْمَعُونَ إِنَّ الله لا يُعَذِّبُ بِدَمْعِ العَيْنِ، وَلا بِحُزْنِ القَلْبِ، وَلَكِنْ يُعَذِّبُ بِهَذَا ... - وَأَشَارَ إِلَى لِسَانِهِ - " (٤).
(١) البخاريّ "صحيح البخاريّ" (ج ٦/ص ١٥/رقم ٤٤٦٢) كِتَابُ المَغَازِي. (٢) المرجع السّابق. (٣) أحمد "المسند" (ج ٢١/ص ٣٣٠/رقم ١٣٨٣٠) إسناده قويّ على شرط مسلم. (٤) البخاريّ "صحيح البخاريّ" (ج ٢/ص ٨٤/رقم ١٣٠٤) كِتَابُ الجَنَائِزِ.
1 / 150