Al-Sahih al-Mathur fi Alam al-Barzakh wal-Qubur
الصحيح المأثور في عالم البرزخ والقبور
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م
ژانرونه
وقد يسأل سائل ويقول قائل: متى يَرَى المَلَائِكَةَ مَنْ مات فَجْأَةَ؟ وكيف يراهم مَنْ مات غريقًا أو حريقًا؟ والجواب أنَّ الله تعالى قادر لَا يعجزه شَيْء، وقدرته أعظم من هذا، وَلَسْنا مكلَّفين فِي الاطِّلاع على ذلك.
المؤمن عند الوفاة إذا بشّر برضوان الله كان المَوت أحب إليه من الحَيَاة بخلاف الكافر
عَنْ عَائِشَةَ ﵂، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ: "مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ الله، أَحَبَّ اللهُ لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ الله، كَرِهَ اللهُ لِقَاءَهُ، فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ الله أَكَرَاهِيَةُ المَوْتِ؟ فَكُلُّنَا نَكْرَهُ المَوْتَ، فَقَالَ: لَيْسَ كَذَلِكِ، وَلَكِنَّ المُؤْمِنَ إِذَا بُشِّرَ بِرَحْمَةِ الله وَرِضْوَانِهِ وَجَنَّتِهِ، أَحَبَّ لِقَاءَ الله، فَأَحَبَّ اللهُ لِقَاءَهُ، وَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا بُشِّرَ بِعَذَابِ الله وَسَخَطِهِ، كَرِهَ لِقَاءَ الله، وَكَرِهَ اللهُ لِقَاءَهُ" (١).
المؤمن إذا فاضت روحه لا يسرها أن ترجع ولو أنّ لها الدنيا وما فيها إلا الشّهيد
اعلم أنَّ نفس المؤمن إذا فاضت لَا تُحِبُّ الرُّجوع إلى الدُّنيا ومُلابَسَتها، وَلو أنَّ لَهَا الدُّنْيَا بِمَا فِيهَا لما ترى من الخير، إلاَّ الشَّهيد، فَإِنَّهُ يَتَمَنَّى أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا فَيُقْتَلَ غير مرّة لمَا يَرَى مِنَ الكَرَامَةِ.
قَالَ النَّبيُّ ﷺ: "مَا مِنْ نَفْسٍ تَمُوتُ، لَهَا عِنْدَ الله خَيْرٌ، يَسُرُّهَا أَنَّهَا تَرْجِعُ إِلَى الدُّنْيَا، وَلَا أَنَّ لَهَا الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، إِلَّا الشَّهِيدُ، فَإِنَّهُ يَتَمَنَّى أَنْ يَرْجِعَ، فَيُقْتَلَ فِي الدُّنْيَا لِمَا يَرَى مِنْ فَضْلِ الشَّهَادَةِ" (٢).
فالموت خير للمؤمن وإن كان في ظاهره شرًّا، قال عَبْد الله بن مَسْعُودٍ
(١) مسلم "صحيح مسلم" (ج ٤/ص ٢٠٦٥) كتاب الذِّكْرِ. (٢) مسلم "صحيح مسلم" (ج ٣/ص ١٤٩٨) كِتَابُ الْإِمَارَةِ.
1 / 136