Al-Sahib and Caliph Abu Bakr Al-Siddiq
الصاحب والخليفة أبو بكر الصديق
ژانرونه
هيبة الصديق ﵁ من جمع القرآن الكريم
ونجد أمرًا آخر في حياة الصديق يفسر هذا الاتباع، إنه الأمر الغريب في هيبته ﵁ وأرضاه في جمع القرآن، مع أن جمع القرآن هذا أمر عظيم جدًا، لكن كانت عنده هيبة شديدة في جمع القرآن.
فلما استشهد عدد كبير من حفظة القرآن في موقعة اليمامة وخشي الصحابة على ضياع القرآن ذهبوا إلى أبي بكر الصديق وبالذات عمر بن الخطاب، ذهبوا يعرضون عليه فكرة جمع القرآن، فكان متحرجًا أشد التحرج من هذا العمل الجليل، وقال: كيف أفعل شيئًا لم يفعله رسول الله ﷺ؟ ورسول الله ﷺ لم ينه عن جمعه، لم ينه عن جمع القرآن، لكن الصديق ﵁ وأرضاه كان من عادته أن ينظر قبل الفعل إلى فعل رسول الله ﷺ في أي أمر من الأمور، فما وجده من أفعال رسول الله ﷺ قلده واتبعه، فلما نظر ولم يجد رسول الله ﷺ جمع القرآن احتار وتهيب ثم اجتمع عليه الصحابة، وبالذات عمر بن الخطاب ﵁ فأقنعوه، فاستصوب جمعه؛ لما فيه من خير.
وهكذا في كل مواقف أبي بكر الصديق ﵁ تجد حبًا عميقًا لرسول الله ﷺ، هذا الحب دفعه إلى اليقين التام بصدق ما قال ﷺ، ودفعه أيضًا إلى الاقتداء به في كل الأفعال والأقوال.
ونحن أحيانًا لما نحب واحدًا نفعل كل شيء لإرضائه، وأحيانًا يتجاوز بعضنا بعض القيم والأخلاق، لكن الصديق ﵁ ما كان ينسى الأخلاق والقيم التي تعلمها على يد رسول الله ﷺ حتى ولو كان ذلك لإرضاء رسول الله ﷺ.
2 / 7