Al-Qisas Al-Qurani - Yasser Burhami

Yasser Borhami d. Unknown
68

Al-Qisas Al-Qurani - Yasser Burhami

القصص القرآني - ياسر برهامي

ژانرونه

معصية إبليس أهبطته من الجنة قال ﷾: ﴿قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ﴾ [الأعراف:١٣]. تعالى إبليس على أمر الله فأهبطه الله، وتكبر فصغره الله، فالعاصي يعاقب بنقيض قصده، والله ﷿ يعاقب من خالف أمره بعكس ما يريد مما أراد من المعصية والمخالفة، فإبليس لما أبى ظن أن ذلك عزة له فصار ذلك سببًا لذله، وظن أن ذلك يحقق ذاتيته ويقول: أنا أعلى وأفضل، فجعله الله ﷿ حقيرًا مذمومًا مذءومًا، مدح نفسه فذمه الله لما قال: «أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ»، وقال: «اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا» يعني: مذمومًا، فعاقبه الله ﷿ بعكس ما قصد، فكل من تعزز بمعصية الله أذله الله، وكل من تكبر على طاعة الله صغره الله ﷿، وكل من تعالى على أمر الله أهبطه الله ﷾. «قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا» أي: من المنزلة التي كنت فيها، من السموات العلى، لأنها لا تتناسب مع هذا الكبر، قال: «فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا». وعندها خرج مرض إبليس الدفين بهذا الابتلاء، حيث ابتلي إبليس فما نجح في الامتحان، إذًا: فليست العبرة بطول العبادة بقدر ما يكون الثبات في مواطن الابتلاء، قال تعالى: ﴿قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ﴾ [الأعراف:١٣]. فإذا ذكر الله ﷿ تصاغر حتى يصير مثل الذبابة، وربما يكون المكذب الكافر من بني آدم يسمع الآيات تلو الآيات ونفسه لا تصغر، لكن إبليس يصير بقدرة الله مثل الذبابة إذا سمع ذكر الله ﷿، هوان فظيع والعياذ بالله! ثم ينتظره الهوان الأشد يوم القيامة، فهو الآن في هوان، ويوم القيامة يكون في هوان أشد نعوذ بالله من النار!

4 / 12