Al-Qisas Al-Qurani - Yasser Burhami

Yasser Borhami d. Unknown
60

Al-Qisas Al-Qurani - Yasser Burhami

القصص القرآني - ياسر برهامي

ژانرونه

جواز السجود للبشر في الأمم السابقة لإرادة التكريم وكان هذا بعد خلق آدم ﵇، فدل ذلك على أن الأرواح التي أخذها الله من ظهر آدم ونثرها بين يديه قبلًا وكلمهم ﴿وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا﴾ [الأعراف:١٧٢] كان ذلك خطابًا للأرواح قبل خلق الأجساد، قال ﷿: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ﴾ [الأعراف:١١]، وهذا تكريم لآدم ﵇، فقد أمر الله ﷿ الملائكة بالسجود لآدم، فكان عبادة لله وتكريمًا لآدم، طاعة لله ﷿ في ما أمر به وليس عبادة لآدم، وإنما أمروا بالسجود تكريمًا له، وقد جعل الله ﷿ سجود التكريم جائزًا في الأمم السابقة كما سجد إخوة يوسف وأبواه له، قال ﷿: ﴿وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا﴾ [يوسف:١٠٠]. والمؤمن يفعل ما أمره الله ﷿ به أيًا ما كان، وهو ﷿ يكرم من شاء بما شاء، وعلى المؤمن أن يطيع، ولقد أمرنا الله ﷿ أن نطوف بالبيت، وأن نقبل الحجر الأسود، وذلك عبودية لله سبحانه مع اعتقادنا أنه لا يضر ولا ينفع، كما قال أمير المؤمنين عمر ﵁: والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله ﷺ يقبلك ما قبلتك.

4 / 4