بسم الله الرحمن الرحيم
تمهيد موجز عن فضل العلم والعلماء
الحمد لله رب العالمين القائل في كتابه ﴿فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين﴾(١) والصلاة والسلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين، والقائل من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين(٢).
وبعد فقد منَّ الله على هذه الأمة ببعثه سيدنا محمد ﷺ. إذ أرسله على فترة من الرسل ساد فيها الجهل وعبدت الأصنام والطواغيت واختلت القيم والموازين، فكانت بعثته رحمة عامة وهداية شاملة وايذاناً بنور جديد يبدد ظلام الجهل ويضع هذه الأمة على مثل المحجة البيضاء، فيرسي لها أصول الدين - وقواعد الأحكام، ويعلمها الكتاب والحكمة. وفي هذا يقول جلَّ مِن قائل ﴿هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين﴾(٣).
وكان من هديه ﷺ أنه حثَّ على طلب العلم ورفع من شأنه كما نوه بفضل العلماء وخلّد ذكرهم في صفحات الخلود، وأرجح مدادهم على دماء الشهداء، وقد نطق القرآن بفضلهم وسموِّ درجاتهم، حيث قال جل ذكره ﴿يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات﴾(٤).
(١) التوبة (١٢٢).
(٢) أخرجه البخاري في كتاب العلم باب/١٤ ج ١ ص ٢٥ و٢٦ صورة عن طبعة استانبول.
(٣) الجمعة (٢).
(٤) المجادلة (١١).