Al-Nihayah Fi Sharh Al-Hidayah
النهاية في شرح الهداية
خپرندوی
رسائل ماجستير، مركز الدراسات الإسلامية بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى
د چاپ کال
1435-1438
د خپرونکي ځای
مكة المكرمة
ژانرونه
حنفي فقه
وقلنا: الإهاب (^١) اسم للجلد الذي لم يدبغ كذا قاله الأصمعي.
والدليل عليه أيضًا ما روي عن عائشة ﵂ أنها كانت تخطب وتمدح أباها فقالت: -رحم الله- أبا بكر قرر الرءوس على كواهلها، والدماء في أهبها. كذا في «مبسوط شيخ الإسلام» (^٢). وذكر في «الفائق»: إنما سمي إهابًا لأنه «أهب للحي وبناء للحماية له على جسده كما يقال له المسك لإمساكه ما وراءه» (^٣)، فإذا دبغ يسمى أديمًا (^٤) أو صرمًا أوجرابًا فحينئذٍ لا معارضة بين الحديثين؛ إذ التعارض يقتضي اتحاد المحل مع اتحاد حالته واختلاف الحالة فبقي التعارض، وإن كان أصلها واحدًا كحرمة الخمر وحل الخل (^٥).
وَحُجَّةٌ عَلَى الشَّافِعِيِّ ﵀ فِي جِلْدِ الْكَلْبِ وَلَيْسَ الْكَلْبُ بِنَجِسِ الْعَيْنِ
-قوله ﵀: (وحجة على الشافعي في جلد الكلب) وليس في تخصيص الكلب زيادة فائدة لما أن عنده كل «ما لا يؤكل لحمه لا يطهر جلده بالدباغة، وقاس بجلد الخنزير والآدمي.
ولنا: عموم الحديث المذكور في الكتاب.
وما ظهر من لباس الناس كجلد الثعلب والفنك والسمور (^٦) ونحوها في الصلاة وغيرها من غير نكير ينكر يدل على طهارته بالدباغ، كذا ذكر في باب الحدث من «المبسوط» (^٧)، ولكن ذكر في «الأسرار» (^٨) ما يوافق لتخصيص «الهداية» حيث قال بطهارة جلود السباع بالدباغة سوى الكلب والخنزير عند الشافعي على ما يجيء في بيان الآسار (^٩).
(^١) الأهاب: الجلد، وقيل إنما يقال للجلد أهاب قبل الدبغ فأما بعده فلا، النهاية (١/ ٨٣)، مجمل اللغة (١/ ١٠٥)، لسان العرب (١/ ٢١٧) الصحاح (١/ ٨٩) المغرب (١/ ٥٠).
(^٢) لم أجده في مبسوط شيخ الإسلام، وفي الفائق نحوه (٢/ ١١٣).
(^٣) الفائق (١/ ٦٧).
(^٤) الأديم: الجلد ما كان، وقيل: الأحمر، وقيل المدبوغ لسان العرب (١٢/ ٩). المصباح المنير ص (٩). المغرب (١/ ٣٣).
(^٥) انظر في مذهب الأحناف: مختصر الطحاوي ص (١٧)، تحفة الفقهاء (١/ ٧١)، بدائع الصنائع (١/ ٨٥)، إيثار الإنصاف في آثار الخلاف ص (٤٧، ٤٨)، شرح فتح القدير (١/ ٩٢ - ٩٤)، رد المحتار (١/ ٢٠٣).
(^٦) الثعلب: معروف والأنثى ثعلبة والجمع ثعالب وأثعل، حياة الحيوان (١/ ٢٥٢) الفنك: دويبة يؤخذ منها الفرو، حياة الحيوان (٢/ ٣٠٥). السمور: وهو بفتح السين وبالميم المشدودة المضمومة، حيوان بري يشبه السنور وزعم بعض الناس أنه النمس، حياة الحيوان (٢/ ٤٦) للدميري (ت ٨٠٨ هـ)، الناشر: دار الكتب- بيروت الطبعة الثانية ١٤٢٤ هـ.
(^٧) المبسوط (١/ ٢٠٢).
(^٨) انظر: الأسرار ص (٣٠٦ - ٣١٤).
(^٩) في (أ) «الأنباء» والتصويب من (ب).
1 / 116