37

نقد صحیح

النقد الصحيح لما اعترض من أحاديث المصابيح

پوهندوی

عبد الرحمن محمد أحمد القشقري

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

۱۴۰۵ ه.ق

ژانرونه

ورواه البيهقي في كتاب الآداب له من طريق حجاج بن فرافصه عن يحيى بن أبي كثير١. وحجاج هذا قال فيه يحيى بن معين: لا بأس به. وذكره ابن حبان في الثقات. وأثنى عليه أبو حاتم الرازي٢. واعتضد الحديث برواية حجاج له، وخرج عن الغرابة التي أشار إليها الترمذي٣. وقوله ﷺ: "المؤمن غر كريم " أي ليس بذي مكر٤. فهو ينخذع لانقياده ولينه. والمراد وصفه بعلة الفطنة للشر وترك البحث عنه، وليس ذلك منه جهلًا، ولكنه كرم وحسن خلق، وكذلك أتبعه ﷺ بالوصف بالكرم. وعكسه صفة الفاجر، يقال رجل خب، أي – رجل خبيث – خداع منكر، وأصل الكلمة من قوله: خب البحر إذا هاج واغتلمت أمواجه، فإن راكبه حينئذ يكون قريبًا إلى الهلاك. كذلك من يصاحب الفاجر.

١ كتاب الآداب ص ٩٠. ٢ التاريخ لابن معين ٢/١٠٢، الجرح والتعديل ١/٢/١٦٤، تهذيب التهذيب ٢/٢٠٤. ٣ أعل الحافظ هذا الحديث بالحجاج، وبشر بن رافع وهو أضعف. وقال: ومع هذا لا يتجه الحكم عليه بالوضع لفقد شرط الحكم في ذلك. مشكاة المصابيح ٣/٣١٢. ٤ في النهاية لابن الأثير ٢/١٧٥ أي ليس بذي مكر. فهو ينخدع لانقياده ولينه، وهو ضد الحب. يقال: فتى غر وقد غررت تغر غرارة، يريد أن المؤمن المحمود من طبعه الغرارة وقلة الفظنة للشر، وترك البحث عنه، وليس ذلك جهلًا ولكنه كرم وحسن خلق.

1 / 44