76

Al-Mu'tamad min Qadim Qawl al-Shafi'i 'ala al-Jadid

المعتمد من قديم قول الشافعي على الجديد

خپرندوی

دار عالم الكتب

د چاپ کال

۱۴۱۷ ه.ق

د خپرونکي ځای

الرياض

ژانرونه

فقه شافعي

للإفتاء والتدريس والتصنيف وقد أمره بذلك شيخه أبو خالد مسلم بن خالد الزنجي إمام أهل مكة ومفتيها وقال له افت يا أبا عبد الله فقد والله آن لك أن تفتي، وكان للشافعي إذ ذاك خمس عشرة سنة، وأقاويل أهل عصره في هذا كثيرة مشهورة وأخذ عن الشافعي العلم في سن الحداثة ومع توفر العلماء في ذلك العصر وهذا من الدلائل الصريحة بعظم جلالته وعلو مرتبته، وهذا كله من المشهود المعروف في كتب مناقبه وغيرها.

ومن ذلك شدة اجتهاده في نصرة الحديث واتباع السُنة وجمعه في مذهبه بين أطراف الأدلة مع الاتقان والتحقيق الغوص التام على المعاني والتدقيق حتى لقب حين قدم العراق بناصر الحديث، وغلب العلماء المتقدمين والفقهاء الخراسانيين على متبعي مذهبه لقب أصحاب الحديث في القديم وقد روينا عن الإمام أبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة المعروف بإمام الأئمة وكان من حفظ الحديث ومعرفة السُنة بالغاية العالية أنه سئل هل تعلم سُنة صحيحة لم يودعها الشافعي كتبه؟ قال: لا، ومع هذا فاحتاط الشافعي رحمه الله لكون الإحاطة ممتنعة على البشر فقال ما قد ثبت عنه رضي عنه من أوجه من وصيته بالعمل بالحديث الصحيح وترك قوله المخالف للنص الثابت الصريح وقد امتثل أصحابنا رحمهم الله وصيته وعملوا بها في مسائل كثيرة مشهورة كمسئلة التثويب في الصبح ومسئلة اشتراط التحلل في الحج بعذر وغير ذلك وستراها في مواضعها إن شاء الله تعالى، ومن ذلك تمسكه بالأحاديث الصحيحة وإعراضه عن الأخبار الواهية الضعيفة، ولا نعلم أحداً من الفقهاء اعتني في الاحتجاج بالتمييز بين الصحيح والضعيف كاعتنائه ولا

71