Al-Mu'tamad min Qadim Qawl al-Shafi'i 'ala al-Jadid
المعتمد من قديم قول الشافعي على الجديد
خپرندوی
دار عالم الكتب
د چاپ کال
۱۴۱۷ ه.ق
د خپرونکي ځای
الرياض
ژانرونه
المبحث الثاني: الاجتهاد في المذهب الشافعي:
أما أصحاب المذهب فناهيك باجتهاداته وعلمه الذي ملأ طباق الأرض، وقد أشرنا إلى جمل من ذلك في ترجمته، وما توفر لديه من أدوات الاجتهاد المطلق.
وأكتفي هنا بما سطره النووي رحمه الله قال: "أعلم أنه - أي الشافعي - من أنواع المحاسن بالمقام الأعلى والمحل الأسنى، بما جمعه الله الكريم له من الخيرات، ووفقه له من جميل الصفات، وسهله عليه من أنواع المكرمات، فمن ذلك شرف النسب الطاهر والعنصر الباهر، واجتماعه هو ورسول الله ﷺ في النسب، وذلك غاية الفضل ونهاية الحسب، وذلك شرف المولد والنشأة، فإنه ولد بالأرض المقدسة ونشأ بمكة، ومن ذلك أنه جاء بعد أن مهدت الكتب وصنفت، وقررت الأحكام ونقحت، فنظر في مذاهب المتقدمين وأخذ عن الأئمة المبرزين، وناظر الحذاق المتقنين فنظر مذاهبهم وسبرها وتحققها وخبرها فلخص منها طريقة جامعة للكتاب والسنة والإجماع والقياس ولم يقتصر على بعض ذلك وتفرغ للاختيار والترجيح والتكميل والتنقيح من كمال قوته وعلو همته وبراعته في جميع أنواع الفنون واضطلاعه منها أشد اضطلاع وهو المبرز في الاستنباط من الكتاب والسُنة البارع في معرفة الناسخ والمنسوخ، والمجمل والمبين والخاص والعام وغيرها من تقاسيم الخطاب، فلم يسبقه أحد إلى فتح هذا الباب لأنه أول من صنف أصول الفقه بلا خلاف ولا ارتياب، وهو الذي لا يساوي بل لا يدانى في معرفة كتاب الله تعالى وسنة رسول الله ﷺ ورد بعضها إلى بعض.
69