51

Al-Mu'tamad min Qadim Qawl al-Shafi'i 'ala al-Jadid

المعتمد من قديم قول الشافعي على الجديد

خپرندوی

دار عالم الكتب

د چاپ کال

۱۴۱۷ ه.ق

د خپرونکي ځای

الرياض

ژانرونه

فقه شافعي

المبحث الثالث: كتبه في العراق :

تصدر الشافعي حلقة الجامع الغربي في بغداد، وبدأ يعرض أصوله وفروعه، ويقعد لمذهبه تدريساً، وتأليفاً. وكثرة طلابه ورافدوه حتى تزاحمت بهم رحبات المسجد، وانقضت كثير من الحلقات، قال إبراهيم الحربي: "قدم الشافعي بغداد وفي الجامع الغربي عشرون حلقة لأصحاب الرأي، فلما كان يوم الجمعة لم يثبت منها إلا ثلاث حلق أو أربع"(١).

وكان يأتي إلى حلقته من لا يعتبر نفسه طالباً بل هم أجلة الفقهاء والمحدثين يريدون المعرفة وحب الاستطلاع لهذا العالم القرشي، وبعضهم يأتي ويعرض عليه بعض المسائل للمناظرة والاستزادة كما هو هدفهم رحمهم الله، يقول أبو ثور: "لما ورد الشافعي العراق، وجائني حسين بن علي الكرابيسي فذهبنا إليه، فسأله الحسين عن مسئلة، فلم يزل يقول: قال الله، قال رسول الله، حتى أظلم علينا البيت، فتركنا ما كنا فيه وأتبعناه"(٣).

وقال أبو ثور أيضاً: "كنت أنا وإسحاق بن راهوية وحسين الكرابيسي، وجماعة من العراقيين، ما تركنا بدعتنا حتى رأينا الشافعي"(٢).

وكان الفقه والقضاء بيد أصحاب الرأي لتوسعهم في الفروع وطرحهم للقضايا الواقعية والفرضية التي أغنت القضاء والاستفتاء وكان الناس يجدون بغيتهم عندهم، أما المحدثون فاعتمدوا على الأفهام السطحية

(١) تهذيب الأسماء واللغات، ج١، ص ٦٣.
(٢) توالي التأسيس، ص ٥٨.
(٣) تهذيب الأسماء واللغات، ج١، ص ٦١.

46