فأتاها عليٌّ، فذكر ذلك لها، فقالت: ليأمرني فيه بما شاء، قال: «تُرسِلْ به إلى فلان، أهلِ بيت بهم حاجة». أخرجه: البخاري.
ومسألة محبَّة النبيِّ - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - لابنته فاطمة لا تحتاج إلى دليلٍ، ولا تأمُّلٍ، وإنما ورد إشكال في كونها أحب الناس إلى أبيها، أم غيرها مما ورد فيه نص.
فقد ورد أنَّ أسامةَ بنَ زيد ﵄ أحبُّ الناسِ إلى النبيِّ ﷺ، وورَدَ أنَّ أبا بكر أحبُّ الناسِ إلى النبي ﷺ، وورد كذلك في علي بن أبي طالب ﵁،
والظاهر ــ واللَّهُ أعلم ــ أنَّ الاختلاف باختلاف جِهة المحبة، فكون علي بن أبي طالب أحبَّ الرجال إليه أي من آل بيته، وعائشة من زوجاته، وفاطمة من النساء مطلقًا، ومحبَّتُها جوابًا لمن سأل بعد وفاة بنات النبي ﷺ فيما يظهر ــ كما سيأتي بعد قليل ــ.
ومن الأدلة على محبتها مطلقًا: حديث عمر ﵁: يا فاطمة، واللَّهِ ما رأيتُ أحدًا أحبَّ إلى رسُولِ اللَّه منكِ. الحديث.
ومَحبةُ أسامة بن زيد من بين المَوالي، ويُحمَل قولُه: أحبُّ الناس على التبعيض أي: مِن أحبِّ الناس، كما في الرواية الأخرى، ولا شَكَّ أنَّ النبيَّ ﷺ يُحبُّ ابنته فاطمة أكثرَ من أي رجُل آخَر، أسامةَ وغيرَه.