148

al-Muḥarrir fī ʿUlūm al-Qurʾān

المحرر في علوم القرآن

خپرندوی

مركز الدراسات والمعلومات القرآنية بمعهد الإمام الشاطبي

د ایډیشن شمېره

الثانية

د چاپ کال

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م

ژانرونه

الأخيرة، فلم يُقرأ بها، وترك الناس بلا مرجع يرجعون إليه يجعلهم لا يزالون مستمرين في قراءة ما تُركت تلاوته.
ومن أوضح الأمثلة في ذلك ما ثبت عند البخاري وغيره في قوله تعالى: ﴿وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى﴾ [الليل: ٣]، فقد ورد عن علقمة، قال: «دخلت الشأم فصليت ركعتين، فقلت: اللهم يسر لي جليسًا صالحًا فرأيت شيخًا مقبلًا، فلما دنا قلت: أرجو أن يكون استجاب.
قال: من أين أنت؟
قلت: من أهل الكوفة.
قال: أفلم يكن فيكم صاحب النعلين والوساد والمطهرة؟ أو لم يكن فيكم الذي أجير من الشيطان؟ أو لم يكن فيكم صاحب السر الذي لا يعلمه غيره؟
كيف قرأ ابن أم عبد ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى﴾ [الليل: ١].
فقرأت ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى *وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى *وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى﴾ [الليل: ١ - ٣].
قال: أقرأنيها النبي ﷺ فاهُ إلى فِيَّ، فما زال هؤلاء حتى كادوا يردونني» (١).
فحين ترجع إلى ما نسخه عثمان ﵁ في المصاحف لا تجد هذه القراءة الصحيحة الثابتة عن النبي ﷺ، فتعلم حينئذ أنها مما تُركت القراءة به في العرضة الأخيرة، والله أعلم.
عمل عثمان ﵁ في المصحف:
ويمكن استخلاص عمل عثمان من الخبر الذي رواه البخاري عن حذيفة بن اليمان ﵄ (٢) كالآتي:

(١) صحيح البخاري برقم (٣٧٦١).
(٢) روى البخاري بسنده عن ابن شهاب أن أنس بن مالك ﵁ حدثه: «أن حذيفة بن =

1 / 157