115

al-Muḥarrir fī ʿUlūm al-Qurʾān

المحرر في علوم القرآن

خپرندوی

مركز الدراسات والمعلومات القرآنية بمعهد الإمام الشاطبي

د ایډیشن شمېره

الثانية

د چاپ کال

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م

ژانرونه

المبحث الأول المراد بأسباب النُّزول نزول القرآن لا يخرج عن قسمين: الأول: أن لا يكون له سبب مباشر، بل ينْزل حسب الحاجة والمصلحة. الثاني: أن يقع حدث فينْزل قرآن بشأنه، وهذا هو المراد بأسباب النُّزول. وهذا الحدث يشمل كل قول أو فعل، أو سؤال وقع ممن عاصروا التنْزيل، ونزل القرآن بسببهم. ويمكن صياغة أسباب النُّزول كالآتي: كل قول أو فعل أو سؤالٍ ممن عاصروا التنْزيل نزل بشأنه قرآن (١). • ومن أمثلة القول: ما أخرجه مسلم عن أبي هريرة ﵁ قال: قال أبو جهل: هل يُعَفِّرُ محمد وجهه بين أظهركم؟ قال: فقيل: نعم. فقال: واللات والعزى لئن رأيته يفعل ذلك لأطأن على رقبته، أو لأُعَفِّرن وجهه في التراب. قال: فأتى رسول الله ﷺ وهو يصلي؛ زعم ليطأ على رقبته. قال: فما فَجَأهم منه إلا وهو ينكص على عقبيه ويتقي بيديه. قال: فقيل له: مَا لَكَ؟ فقال: إن بيني وبينه لخندقًا من نار وهولًا وأجنحةً.

(١) ينظر: المحرر في أسباب النزول، للدكتور خالد المزيني (١:١٠٥).

1 / 124