245

ثم يمضي، فإذا وصل الى باب المسجد الحرام- وهو باب بني شيبة- وقف على عتبته- وقد ذكرنا انها الصنم الذي يسمى هبلا- ثم يقول «السلام على رسول الله وعلى أهل بيته الطاهرين، السلام على أنبياء الله ورسله وملائكته وحججه، اللهم صلى على محمد وآله أجمعين وسلم عليهم تسليما، يا مقيل العثرات يا مكفر السيئات، أسألك أن تقيلني عثرتي وان ترحم عبرتي وتجاوز عن زلتى، اللهم هذا مقام العائذ بك من النار، فأعذني منها ووالدي وولدي وجميع أهلي وإخواني، بقدرتك انك على كل شيء قدير» ويدخل المسجد ويقدم رجله اليمنى، ويقول: «بسم الله وبالله اللهم صلى على محمد وآل محمد».

ثم يمضى حتى يقف عند الحجر الأسود، فيستلمه ويدعو عنده كما دعا يوم قدم مكة، ويبتدئ منه بطواف الزيارة- وهو طواف الحج كما ذكرنا- يفعل فيه كما فعل في طواف التمتع، من الابتداء بالحجر الأسود والختم به والدعاء وغير ذلك، فاذا فرغ من ذلك مضى الى الصفا وسعى سعى الحج، يفعل فيه كما فعل في السعي الأول الذي هو سعى التمتع، فاذا فرغ من سعى الحج طاف طواف النساء، ويجوز له تأخيره عن هذا اليوم، الا انه لا تحل له النساء حتى يطوف، فاذا فرغ مما ذكر رجع الى منى لرمي الجمار الثلاث بها في أيام التشريق، ويبيت بها ليالي هذه الأيام الثلاث.

«باب الرجوع من مكة إلى منى لرمي الجمار الثلاث بها وغير ذلك»

إذا فرغ مما قدمنا ذكره من طواف الحج أو سعيه، خرج عائدا إلى منى، فاذا وصل إليها بات بها ليالي التشريق، فان بات بغيرها ليلة من هذه الليالي كان عليه شاة، ثم يرمى الجمار الثلاث في كل يوم من هذه الأيام الثلاث بإحدى وعشرين حصاة، ويفعل في حال الرمي مثل ما قدمنا ذكره في رمى الجمرة القصوى يوم النحر، ويأتي من أحكام الرمي والدعاء بما ذكرناه هناك.

ويكبر في أيام التشريق بمنى عقيب خمس عشرة صلاة- أولها الظهر من يوم

مخ ۲۶۱