153

«باب في «من المستحق» للزكاة».

الذي يستحق الزكاة، هو من ذكره الله تعالى في القرآن (1) من الأصناف الثمانية، وهم: الفقراء والمساكين، والعاملون عليها.

والمؤلفة قلوبهم، وفي الرقاب ، والغارمون وفي سبيل الله ، وابن السبيل.

فاما الفقراء فهم الذين لا شيء لهم، واما المساكين فهم الذين يكون لهم مقدار من القوت لا يكفيهم، واما العاملون عليها فهم عمال الصدقات، والسعادة فيها.

واما المؤلفة قلوبهم الذين يستمالون الى الجهاد، واما الرقاب فهم العبيد، والمكاتبون منهم إذا كانوا في ضر وشدة، فإنه يجوز ابتياعهم من الزكاة، ويستنقذون ذلك [1] مما يكونون فيه من الضر، والشدة.

فاما الغارمون فهم الذين قد ركبتهم الديون في غير معصية الله تعالى، لأنه متى كان عليهم دين أنفقوه في ذلك، فلا يجوز ان يقضى ذلك عنهم من الزكاة.

واما سبيل الله فهو الجهاد، وما فيه صلاح للمسلمين مثل عمارة الجسور، والقناطر، وما جرى مجرى ذلك.

فاما ابن السبيل فهو المنقطع به وان كان غنيا في بلده، وقد ذكر انه الضيف الذي ينزل بالإنسان وان كان أيضا غنيا في بلده.

ويجب ان يعتبر في سائر ما ذكرناه من هؤلاء إلا المؤلفة قلوبهم شروط ثلاثة.

أولها: ان يكونوا من أهل العدالة والايمان المعتقدين له، لان من لا يكون كذلك بان يكون ليس من أهل الايمان، والمعرفة به، ولا من المعتقدين له، ولا هو على ظاهر العدالة، والصلاح، أو كان فاسقا يشرب الخمر أو غيره من أنواع الفسق وهو من أهل الإيمان، فإنه لا يستحق شيئا من الزكاة. ولا يجزى دفع شيء منها اليه عمن وجبت عليه.

مخ ۱۶۹