Al-Mufeed Fi Muhimat Al-Tawheed
المفيد في مهمات التوحيد
خپرندوی
دار الاعلام
د ایډیشن شمېره
الأولى ١٤٢٢هـ
د چاپ کال
١٤٢٣هـ
ژانرونه
الفصل الرابع: ممن يكون البراء؟
لا بد أن يعرف كل مسلم من هم الذين يجب البراء منهم؛ فيصرف إليهم معاني البراء التي سبق ذكرها، وذلك حتى يحقق الولاء تحقيقا تاما؛ إذ لا ولاء إلا ببراء.
ومن قرأ نصوص الولاء والبراء في الكتاب والسنة، والتي سبق ذكر بعضها في الفصل الأول١، واطلع على تفاسيرها تبين له أن الذين يجب البراءة منهم هم: كل من كفر بالله ﷾، وبدينه، وبرسوله ﷺ، أو بأحدهم، أو حارب كتاب الله ﷿، وشرعه الحنيف، أو بيت لدين الله الشر، وأضمر للمسلمين العداوة؛ من الكافرين، والمشركين، والمنافقين، والملحدين، وأشباههم ممن يحادون الله ورسوله ﷺ، كما قال تعالى: ﴿لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْأِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [المجادلة: ٢٢] . فدلت الآية الكريمة على عدم محبة ومودة كل من حاد الله تعالى ورسوله ﷺ، بل وأوجبت بغض هؤلاء، وإظهار العداوة والبغض لهم، موالاة لله تعالى، ولرسوله ﷺ، وبراءة من الكافرين، ومن كفرهم٢.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀ معلقا على هذه الآية: فأخبر ﷿ أنك لا تجد مؤمنا يواد المحادين لله ورسوله، فإن نفسه الإيمان ينافي موادته، كما ينفي أحد الضدين الآخر. فإذا وجد الإيمان انتفى ضده؛ وهو موالاة أعداء الله؛ فإذا كان الرجل يوالي أعداء الله بقلبه، كان ذلك دليلا على أن قلبه ليس فيه الإيمان الواجب٣.
فهؤلاء الكفار، والمشركون، والمنافقون والمرتدون، والملحدون على اختلاف أجنائهم ممن يبغض، ويعادي، بغضا ومعاداة خالصين، لا محبة ولا موالاة معهما٤.
١ تقدم ذكرها في ١٩٩-٢٠١ من هذا الكتاب. ٢ انظر حقيقة الولاء والبراء في معتقد أهل السنة والجماعة لسيد سعيد عبد الغني ص٦٤٩. ٣ كتاب الإيمان لابن تيمية ص١٧. ٤ الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد للدكتور الفوزان ص٣١٨.
1 / 207