المصباح لما أعتم من شواهد الإيضاح

Ibn Yasa'un d. 542 AH
48

المصباح لما أعتم من شواهد الإيضاح

المصباح لما أعتم من شواهد الإيضاح

پوهندوی

محمد بن حمود الدعجاني

خپرندوی

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م

د خپرونکي ځای

السعودية

ژانرونه

ولعلَّ مما يدخل في هذه البابة موقف ابن يسعون من الخوارج حيث يقول وهو يتحدَّث عن الشَّاهد: رأتْ فتية باعوا الإله نفوسهم "استشهد به أبو عليّ على أنَّ الشراة تزعم أَنَّهم سموا بذلك لأنَّهم شروا أنفسهم من اللَّه، أي باعوها في ابتغاء مرضاته وأنَّ هذا من دعواهم. وليس الأمر عند أهل الحقّ كذلك. . . " (^١). وهذا نصّ قاطع يدلّ دلالة واضحة على أنَّ ابن يسعون لا يرى رأي الخوارج، ويرى أنَّهم ليسوا من أهل الحقّ. وهو محقّ في ذلك. أدبه: ولعلّ مما يدخل في هذا الباب أدبه؛ حيث كان من جلّة العلماء، وعلية الأدباء، ولُقِّب بالأستاذ، وهو لا يطلق في المغرب إلَّا على النَّحويّ الأديب (^٢) ويظهر أدبه جليًا في حفظه للشِّعر، وتذوّقه له، ومعرفته بالرِّوايات المختلفة للأبيات، واستحسانه لبعضها، وشرحه لغريب الشِّعر، وبيان معانيه، وكشف مراميه، حيث شرح شعر امرئ القيس والنابغة الذبياني، ووقف على كثير من شروح الشعر، مما يرد في مصادره إن شاء اللَّه، وكان يستحسن بعض القصايد، ومن ذلك قوله وهو يتحدَّث عن الشَّاهد: قضى كلّ ذي دين. . . . . . .

(^١) المصباح ٨٦. (^٢) انظر: الخريدة ٣/ ٥٧١.

1 / 53